الصبر نوعان : صبر على ماتكره وصبر على ما تحب

ونحن نتحدث احيانا عن مايصيبنا من الكسل واليأس بسبب ظروف مرت علينا ولكن عند سماع كلمات تحث على الصبر ومدى أهميته من جميع النواحي فإنّنا نحاول قدر المستطاع التحلي به اصبر وواجه الصعاب واستمر بكل ثقة عدم اليأس والاستسلام. من صبر على المحنة ورضي بتدبير الله سبحانه وتعالى، كشف له عن منفعتها حتى يقف على المستور عنه من مصلحتها. الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء. إذا ما أتاك الدهر يومًا بنكبة، فافرغ لها صبرًا ووسع لهاصدرًا وتحمل تصاريف الزمان فاصبر. إذا كان الصبر مُرًا فعاقبته حلوة. قال تعالى: (استَعِينُواْ بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) صدق الله العظيم. إذا كان هناك سمة تميز الكبار عن الصغار، فهي القدرة على الصبر ..

 

لذا اصبر تنل، فالصبر يربي، ويؤدب ويقنع ، ويغنيك ويحنك ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله عند الإله وأنجاه من الجزع. الصبر هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه، وهذا هو أكثر شيء سيحتاج لمعرفته. عند المصائب بالصبر والدعاء وانتظار الفرج. تنبيه من الغفلة، وتذكير بالنعمة. وصبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله. الصبر يولد الهدوء الداخلي مما يجعلك مرتاحًا وواثقًا في قدراتك العقلية والجسدية بغض النظر عما يحدث خارجك، وهذا يساعدك على الثبات ومواصلة التحرك نحو الاتجاه الذي ترغبه…

 

كماان الصبر يساعدك على الصمود أمام صدمات الحياة والتسامح مع الآخرين وهذا يقلل من الضغوطات التي تضر بالصحة فصحتك انعكاس لأحداث حياتك. بالصبر وطول البال تهدم الجبال. وتمنحك المرونة العاطفية والقدرة على قبول تحديات الحياة بقوة وتفاءل، وبالتالي ستصبح أقل شعورًا بالتوتر والقلق وأكثر طمأنينة. بالصبر تغذي الأمل لتتحقق رغبتك تمام التحقق وتصل إلى قمة التفوق والنجاح. الصبر يمنحك الإصرار والمثابرة مما يساعدك على مواصلة عملك وتحقيق أحلامك رغم العقبات التي تواجهك. اصبر قليلًا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير. اصبر لكل مُصِيبةٍ وتجلًّدِ واعلم بأن الدهر غير مُخَلَّدِ. ويتعرض الشخص في حالة الصبر لموقِفَينِ :

 

الموقِفُ الأوّلُ: عندَما يواجِهُ الإنسانُ حالةً يكرهُها ولا يريدُ الدّخولَ في تفاصيلِها، وللكراهةِ هذهِ أسبابٌ تختلفُ باختلافِ الزّمانِ والمكانِ والحالةِ والخصوصياتِ الأُخرى التي تَترُكُ آثاراً على الحالةِ بحيثُ يكرَهُها الإنسانُ. فإذا أَرغَمَ الإنسانُ نفسَهُ على التّحمُّلِ وتمريرِ الحالةِ وتجرُّعِ الآلامِ النفسيّةِ وغيرِها وأحيانا بما يُحقِّقُ معنى الصبرِ، يفوزُ بما وعدَ اللهُ تعالى بهِ الصابرينَ مِنَ الأجرِ والمثوبةِ والبُشرى و{إنَّ اللهَ معَ الصّابرينَ}..

 

الموقفُ الثاني : عندَما يكونُ الإنسانُ في خيارٍ بينَ أنْ ينفتِحَ على ما يُحبُ فيحصلُ لهُ ما يتمَنّى ويُحبُّ، أو يصبرَ عن ذلكَ ليحوزَ على رضا ربّهِ تعالى أو مَن أُمِرَ بمُداراتِهِ كالأبوينِ مَثلاً أو غيرِهم، فإذا تغلَّبَ على هَواهُ، وعَزفَ عَن مُرادِهِ وما يُحبُّهُ، وحاولَ التعامُلَ معَ ما لا يرغبُهُ تحقيقاً لرغبةِ المأمورِ بمُداراتِهِ فسوفَ ينالُ أجرَ الصّابرينَ ويكونُ في درجتِهم يوم َالقيامةِوقدْ بَيّنَ (عليهِ الصلاةوالسلامُ) أنَّ الصبرَ إنّما هو في هذينِ الموقِفينِ، فإذا صَبَرَ الإنسانُ فيهِما على ما يكرهُهُ، وعما يحبُّهُ ويرغَبُهُ فهو الصابرُ حقاً الذي وُعِدَ بكُلِّ خيرٍ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى