جروح في الذاكرة .. قصة قصيرة

مصر/القليوبية

يونس..
وحيدا يغالب أيامه وتغالبه ..تتزين جدران حجرته بشتي
الصور،وكأنها تحكي فراغا بين جدران قلبه المشتت
أو ذكريات انطفئت شموعهاوبات شعاع منها يثير وجدانه الحزين .تلك اللقطات لوالديه يحتضنان قلبه الصغير ،وابتسامه فقدت..بريقها اليوم بفقدانهما!! تنهدبعمق .. زفرات خرجت وحلقت كغمامة سوداء اكتست بها رأسه ليمر شريط جلده وصبره وتضحيته بكل غال ونفيس ليزف أخته آخر ما تبقي من عبير ذكراهما..وبسفرها وغربتها اكتملت وحدته وأحكمت الوحدة قيود وثاقها عليه فأردته أسيرا مستسلما لها ..ضوء أمل خافت يمنحه بعض النور حين يقابلها من خلف الشاشات ..لحظات تعتصر اللهفة فيها قلبه، ويقتله الشوق،وسرعان ما تبعثرت كل أحاسيسه ساخرا منها انقطاع الإنترنت !! شاردا في دروب وحدته الكئيبة يحكم إغلاق نوافذ تعاسته خائفا من تسلل شعاع الشمس لعينيه فيجافيه النوم.. يستيقظ ليصافح يومه غير مرحب به!!تمر لحظاته ثقيلة كعادتها متكررة في استنساخ عجيب لأمسه ،يستفز فيه أنين قلبه وصرخة نفسه الوحيدة..عائدا إلي زنزانته وسجنه،غارقا في صمته .. إذ شق سكون نفسه وصمت وحدته صرخة استغاثة تلتها صرخات حطمت سكون نفسه ليجده أمام نظرات عينيها الملتاعتين من ذلك الشاب الذي حاول اقتحام خلوتها ،ويديها الرقيقتين تحاولان عبثا دفعه عن بابها..تلك الأرملة البائسة التي فقدت الزوج والاطفال بحادث مروع..لحظات مرت سريعة ليجد نفسه بالمشفي وعبثا يحاول فتح عينيه فتتسلل نظراتها التي حملت بين ثناياها أملا ملأ فراغ نفسه..وابتسامة تسلل صدقها لوتين قلبه لتنسه من هو ؟! وماذا كان؟! وخرجت منه آنة وصرخة لجرح غائر بكتفه لتهوي دمعتها ثخينة علي وجنتيه قبل أن تهتز صورتها بعينيه فاقد الوعي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى