الصدق مع النفس
الكاتبة : ندى فنري
نحن نعيش في عالم يخبرنا باستمرار ماذا علينا أن نفعل ؟
وكيف نتصرف ؟
وماذا نكون ؟
يقول الطبيب النفسي سفيند برينكما :
نتوقع أن يكون كل منا سعيدا ،وطيبا في كل ثانية ، ونتوقع ذلك من أنفسنا …
يمكن أن يكون لعلم النفس الإيجابي مزاياه،ولكن ليس على حساب إخفاء شعورك الحقيقي .
من أجل أن تظل إيجابيا للآخرين ، السمة الأهم التي عليك التحلي بها طوال الوقت هي أن تكون صادقاً مع نفسك .
حثنا الدين الإسلامي على اتباع صفة الصدق في كل الأحوال، فالصدق صفة محمودة يتوجب على كل إنسان أن يتحلى بها.
الصدق ينقسم إلى عدة اشكال منها :
– الصدق مع الناس
– الصدق مع النفس
و لكن من أهم و أعظم اشكاله هو الصدق مع الله ….
عندما يكون الأنسان صادق مع الله، فسوف ينعكس هذا على علاقته بنفسه و مع الناس .
كونك صادق مع نفسك
يعني أنك شجاع، من خلال الاعتراف بكل ما يمكن أن تكونه .
الصدق صفة جاذبة في العلاقات …
أن تكون صادقاً وأميناً مع نفسك، يعني أن تكون قوياً وتمتلك درجة عالية من الثقة ،وقادراً على مواجهة نفسك بمواطن ضعفك ، وفي الوقت ذاته تمتلك القدرة على إنصافها ،في المواقف التي تتطلب منك أن تكون رحيماً بها .
لذا متى ما كنت صادقا مع نفسك ،فستكون جديرا بثقة الآخرين بك ، أنك لن تخدع أحداً .
لا يمكن لأي شخص أن يشعر بالإيجابية، طوال الوقت هذا ما تعلمنا أن نتقبله ،ومع ذلك فإن إخبار الآخرين بأنك “جيد” طوال الوقت يضر بك .
إن إخبار شخص ما أنك ببساطة “بخير” عندما لا تكون كذلك، فإنك تسيء إلى حد كبير إلى نفسك.
عش الحياة التي تريدها، من خلال أن تكون صادقا مع نفسك و مع الآخرين.
يمكنُك البدء في أي وقت
يمكنك أن تبدأ اليوم أن تكون صادقاً …
أو يمكنك البدء بشيء واحد تكون فيه صادقاً
في كل مرة…
فقط بمواجهة ما يحدث كن صادقاً بموقفك تجاه أمر ما ،عندما تتحكم في موقفك تصبح قادرا على فهم ما حولك بشكل أفضل هذا يسمح لك بالمضي قدما .
يجب أن تسعى للازدهار
وليس فقط للبقاء على قيد الحياة، هذا يعني أنك لست مضطرا للتنافس
أو مقارنة نفسك مع أي شخص .
ماذا لو كنت حقيقيا للمرة الأولى على الإطلاق؟
ماذا لو قلت ما تريد قوله
لو فعلت ما تريد القيام به ولم تعتذر عنه؟
بينما تسعى إلى أن تكون صادقا مع نفسك وتعيشَ الحياة التي تريدها
سيكون عليك مواجهة حقيقة لأن لكل شخص طبيعته ومنظوره الشخصي .
اذا كنت تريد ان تكون مخلصا مع الله ،فأخلص الأعمال كلها له دون رياء أو سمعة ،و أخلص في جميع الطاعات و أعطيها حقها و أديها على الوجه المطلوب منك ،فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية و عمله برياء لم يتقبل منه الله عمله .
قد تضطر إلى البدء من جديد مرة ، مرتين
بضعَ مرات، هذا لا يعني أنّ كل شيء سيكون على ما يرام،لكنك ستكون بخير.
ما يبقى أو يجب أن يبقى هو أنت الحقيقي،هكذا يمكنك الاستفادة من نفسك وقوتك .
الصادقون مع الله يخصهم الله بالخير
و يحبهم ،و يحبب فيهم أهل السماء ،و يضع لهم القبول في الأرض،و هكذا تعرف ما تريده حقا ،و هل الذي تريده المكانة أم النجاح؟
كن صادقا مع نفسك تكسب راحتك،و كن صادقا مع الناس تكسب ودهم ،و الأهم كن صادقاً مع الله تكسب رضاه ….