ذواتنا في زحمة الذّوات
بقلم : فهد الطائفي
تظلُ رغبتنا مقيّدة طالما هيَ حبيسة بأعماقنا وننوي أنْ ننفذها.
ولكنْ المأساةَ كلُ المأساةِ حينَ نبدأُ لحظةِ التنفيذِ ولا نكترث لأحد !
حينها تشتبكُ رغباتنا وحرياتنا بالواقعِ والقيودِ والعُرفِ والعاداتِ ، والأفكارِ النمطّية المتوارثة والعُقد النفسيّة وظاهرة ِالاعتياد الموازي ، حيثُ لا أصل في الشّرع يبُررها!
وقتها تُطمسُ وتشيخ فينا كل الأشياءُ المبتكرةُ والقيم الأصيلة والأشياءُ الحسنة ، الحبيسة في رحابنا المقدس منذُ زمنٍ تترقبُ بصيصَ نورٍ منْ هُنا أوهُناكَ ، داخل ذواتنا العميقة جداً.
ساعتها ليس أمامنا إلاّ المُضيّ مُمتلئين بالفراغ ، نجري وراءَ كل شيءٍ يلمع ، في زحامِ الناسِ مُنعدمي الرّغبة ، نتدثر لهمْ اللّباس المستعار الذي توارثناهُ كابراً عنْ كابرَ منْ الاعوجاج البدائي المُؤدلج في مصنع التحنيط.
لقدْ ابيضّت أعين الرّغباتِ من الحزن وذابتْ هويتنا الحقيقية في زحمةِ الذّوات.
دمتم بخير