جوهرة مهدي القرشي
تدور عجلة الحياة علي وتيرة واحدة بضغط منهك تحت أنفاس متسارعة تجاري الوقت للأنتهاء من مهام اليوم وماتلبث أن ياتي يوم آخر محمل بما يثقله فينطوى حمل الأمس على اليوم
متكابد ثقل على كاهلك
تضعف همتك ويخور عزمك
وتشتطط ضجر وملل
مهام لاتنتهى -مسؤوليات لاتنقضي
متطلبات تتزايد-حاجات لاتشبع
طاقات تهدر في غير محلها
ركض في سباق مع الزمن والمفاجاة
أن الوقت تجاوزنا بمراحل ونحن عالقين في تفاصيل صغيرة ومهاترات عقيمة متناسين المعنى الأسمى من وجودنا.
على رسلك أيها الزمن
قد شارفت علي الإنتهاء ونحن لم ننتهي
مازالت ……
أحلام الطفولة عالقة بين ثناياك لم تتحقق
وجراحنا تتدمى ندبتها بين أنيابك لم تشفى
ومواعيد الأحبة في أحكام قبضتك لم نلتقى
قصصنا السعيدة لم تكتمل يوما
نحلق ونقع -ندف ونبرد
نرحب ونودع -نعانق ونفارق
بشر يعتريهم النقص لايمكن أن يهدؤك فرح كامل
أصبحنا نؤمن أن البدايات الجميلة لابد أن تكون نهايتها
حزينة
الجفا-الظروف -الخيانة -المرض -الشيخوخة -الموت
حدود فاصلة في ختام كل قصة
على رسلك يازمن
دع الروح تستكين قليلا
الكثرة بعثرتنا – الوفرة جوعتنا -السرعة ألهثتنا
التقنية شتتنا -الماديات سلعتنا-معايير الحداثة أنهكتنا
مهلا يازمن
نريد أن نعيش اللحظات معك
لا أن نتذكرها بعدك
نريد لحظة صفاء محفوفة بالود والوفاء
نريد هدوء -تأمل-راحة-سكينة ونوم هنئيا
مشاعرنا تتلاطم في دواخلنا كاامواج البحر
وأفكارنا تتصارع مابين مد وجزر
لامرسى ولاميناء – لاشي يكفينا
المزيد من العلاقات -المزيد من المقتنيات
المزيد من المال والشهرة
المزيد جعلنا ننقص لانزيد
نتراجع أخلاقي-نتهاون دينينا لايهم
المهم أن تواكب عصر الرأسمالية وتكون استهلاكي فاخر
كل ذلك سلب منا أبجديات الحياة
الهدوء -البساطة-الرضا-الطمانينة-القناعة
هرمنا
أم أن الأوان للروح أن تستكين….
وتحتضن شتاتنا من بعثرة السنين…..
طوبى للثابتين فوق الأمواج العاتيه
الهادئين وسط الضوضاء والأصوات العاليه
