ماذا بعد بغداد
إبراهيم القحوي
مَـنْ ذَا يُـعِــيـدُ الـمَـجْـــدَ يَـابَـغــدادُ
بَـعـد انـفِــرَاطِــكِ قُــوِّضَــتْ أَوْتَــادُ
مِـنْ بَـعــدِكِ اجْـتُـثَّـتْ مَـآذِنُ أُمّـتِـي
واسْـتَـأْسَـــدَ الجُـبَـــنَـاءُ والأوغَـــادُ
مِـنْ بـعـدِكِ انْـقَـادَ الجـمـيعُ كأنْـعُــمٍ
قَـهْــرًا، وذَا لَـو يَـفــقـهُـونَ حَـصَــادُ
دِيـسَـتْ كَـرَامَـتُـنَـا ولَـمْ يَـرْأَفْ بِـنَـا
يَـا أُمَّــنَـــا الـقَـــصَّـــابُ والـجَــــلَّادُ
مَـازِلْـتِ يـابَـغــدادُ جُــرْحًــا غَـائِــرًا
دَمُـــهُ الـزَّكِــيُّ مَـحَـــابِـــرٌ ومِــــدَادُ
مَـازِلْـتِ فـي دَمِـنَـا الحُـسَـيْـنَ وآلَـهُ
يـاكَــرْبَــــلا وأَدِيــمَـــكِ الأجْــسَــادُ
هذي فلسطينُ الصُّمودِ بَكَتْ شَجَىً
أَسَــفَـًا عـلـيـكِ تُــذِيــبُــهَـا الآمَـــادُ
وسَلِي دِمـشْـقَ تَـمَـزَّقَـتْ بِـمَـلاحِـمٍ
شَــابَ الـوَلِـيـدُ لـهَـا وذَابَ جَــمَــادُ
هَـا كَـمْ بَكَتْ أرضَ الشَّـآمِ مَـدَائِـنٌ
وتَـفَـطَّــرَتْ لِـمُــصَــابِـهَـا الأكْــبَـادُ
وتَكَـدَّرَتْ صـنـعـاءُ بَـعـدَ عِـرَاقِـنَـا
وتَــزَلْــزَت مِـنْـهَـا رُبَـــىً وَوِهَـــادُ
يَـمَـنُ العُـرُوبَـةِ لَـمْ تَصُـنْهُ ضَمَائِـرٌ
أَضْـحَـتْ لِطَيْشِ الـعَـابِثِـينَ تُـقَـادُ
ومُصَابُ دَرْنَـةَ أوْ طَـرَابُلْسَ الإبَـا
تُـذْكِـيـهِ أَيْــدٍ شَــانُـهَـا الإفْـسَــادُ
وبِصَدْرِ بَـيْرُوتِ الوَدِيعـةِ خِنْجَـرٌ
غَــرَسَـتْـهُ دُونَ هَـــوَادَةٍ أَحْـقَــادُ
عَصَفَتْ بِها نُـوَبٌ وغَـالَ بَـهَاءَهَـا
بُــؤسٌ وأرْهَـقَـهَا هَــوَىً وعِــنَـادُ
واليومَ ذا السُّودَانُ بَـعـدَ هَـنَـائِـهِ
أضَـحَـى جَـحِـيـمًا بـالفَـنَاءِ يُبَـادُ
والجُـرْحُ غَـزَّةُ فَـاقَ كُلَّ جِرَاحِـنا
لَـنْ يَحْتِوِيهِ مَـدَى الزَّمَـانِ ضِمَادُ
مَـاذَا أَصَـابَ العَالمِينَ ومَـا الذِي
يَجْـرِي، أيَـا بَـغـدادُ حَــارَ فُــؤَادُ
ِلِلهِ مَـجْـدٌ ضَـاعَ بـينْ شِـقَـاقِـنـا
فَـهَـوَتْ على أنْـقَـاضِـهِ الأمجَـادُ