جدة /
امتد بي الخيال اللي رجع بي سنين
في سيرة ماضية من نصف قرنٍ ونيف
لحظات لكنها أحيت كل جرحٍ دفين
ذكرى، ولكن واقعها عليّة كليف
أعرض شريط الزمان بسيرة الأولين
فيه الرجال الذي يتقاسمون الرغيف
أهل المروءات وأهل الدين وأهل اليقين
وأهل الكرم لو يكون الرجل ماله قصيف
ينظر لدينه بعين وفي حياته بعين
ويضيق صدره إذا يومين ماجاه ضيف
يعيش في أمة، ولكنه يعيش أمتين
ويسطر أمجاد لثنتين من غير زيف
ماتوا، ولكنهم مازالوا مخلدين
بالسيرة اللي تسطر في زمانٍ نظيف
من يتبع آثارهم يدري عن الميتين
شواهد للزمان وإلا تغر الحصيف
حتى النساء اللواتي صبرهن ما يلين
رغم الشقاء وقتهن ما يلحق الرجل حيف
جيلاً مضى كله أمجاد وعفة ودين
تلقى عفيفة نساء في كنف رجلٍ عفيف
كرهت هذا الزمن رغم إن فيه طيبين
من كثر ما فوق سطح الماء يبين الخفيف
سعر الرخيص ارتفع ويطيح سعر الثمين
ومتغيرات كثيرة بالبشر يا لطيف
ودي أهاجر، ولكن كيف أهاجر لوين؟
وأبعد عن الناس ما غير الخلاء لي وليف
شفي جزيرة ونبعٍ عذب مع نخلتين
وأحط لي كوخ وأعمل من سعفهن صفيف
صوت النوارس يسليني لو أنى حزين
وفصول كل السنة ربيع ماهي خريف
وارتاح من شوفة أهل الحقد والحاسدين
وإلا أشوف كيف القوي يسطي بحق الضعيف
وإلا أشوف غش المشاعر ظاهر لكل عين
المبصر يشوفها لكن مثل الكفيف
وإلا أشوف كيف الأهل سوى ومتفرفين
كلٍ وضع حاجز لنفسه وسور منيف
وإلا أشوف كيف الحقيقة تتعب الصادقين
ما عاد ينظر لها تشبه بضاعة رصيف
يكثر ما يكسرون الخاطر المستحين
حقوقهم مهدرة والكل منها معيف
يبقى سؤال مهم إذا إننا عابرين
الصبح لا بد يحتل الشداد الرديف
ماذا تركنا من الأمجاد للوارثين
هذا سؤال جوابه في زمنا مخيف