لَـمْ نَـنْـسَ ولَـنْ
إبراهيم القحوي
لَـمْ نَنْسَ يـاغَـــزَّةُ الآهَــاتِ والـوَجَـعَـا
لَـمْ نَنْسَ يَـافَخْـرَنَـا البَأْسَاءَ والجَـزَعَـا
لَـمْ نَنْسَ صَـمْـتًا بِــهِ لاذَتْ عِــرُوبَـتُـنَا
ولا خُـنُـوعَـًا يُـمِـدُّ المُـسْتَـغِـيـثَ دُعَـا
لـمْ ننسَ طِفلاً أَحَـالَ الـجَـوْرُ مَـأْمَـنَـهُ
رَدْمـًا وبِـالأهْـلِ والخِـلّانِ قَـدْ فُـجِـعَـا
لـمْ ننسَ ثَـكْـلَى أَنِـينُ الـفَـقْـدِ عَـذَّبَـهَـا
وقَـلْبُـهَا مِـنْ لَظَى التَّنْكِيلِ قَـدْ خُـلِـعَـا
لـمْ ننسَ شْيْخـًا بِـلا مَـأْوَىً تُـهَـدْهِـدُهُ
فَـدَاحَـةُ الجُـرْحِ في أحشَائِـهِ انْتَجَـعَا
لـمْ ننسَ دُورًا بِـلا جُــرْمٍ يُـدَكْـدِكُـهـا
حِـقْـدٌ تَـدَاعَى مِـنَ الأقطارِ واجتَمَعا
لـمْ ننسَ قَتْلىً كِـرامًـا في ضَـمَائِـرِنـا
شَـادَتْ بُطولاتُهمْ مَـا كـانَ قَـدْ وَقَـعَا
لـمْ ننسَ مَسْـغَـبَـةً أَفْـنَـتْ بِشِــدَّتِـهـا
مَـا دَبَّ فَـوقَ الثَّرَى أو تَـاهَ مُنْقَـطِـعَا
لـمْ ننسَ في رَفَـحٍ ضَـيْمَ الجِـوَارِ ولا
مَنْ صَـدَّ عَـنْ مِـيرَةٍ بَغْـيَاً ومَنْ مَـنَـعَا
لـمْ ننسَ قِـنًّـا أَعَـانَ الـغَـاصِـبِـينَ ولا
مَنْ بَـارَكَ الظُّلْمَ تَطْبِيعًا ومَنْ خَـضَـعَا
إنَّـا هُـنَـا جُــرْحُـكِ الـدَّفَّـاقُ يَـنْـزِفُـنَا
زَيْتُونُـكِ الحُـرُّ أَشْجَـانَـًا تَفِيضُ لَـعَـا
إنَّـا هُـنـا صَــوْتُـكِ الـمَــحْــزُونُ رَدَّدَهُ
إصْــرَارُنَـا يَـاجِـــرَاحَ الآنِ وانْـدَفَـعَـا
إنَّـا عَـلى العَـهْـدِ مَـا لانَـتْ شَكِيمَـتُـنَا
وحَـرْفُـنَا الـغَـرُّ مَسْلُـولٌ ولَـنْ نَـضَـعَـا