الأدب والشعر

قصة نجود..الفصل الرابع

فايل المطاعنى_ عمان

فايل المطاعنى_ عمان

إهداء إلى روح امي الغالية التي علمتني الثقافة قبل أن اتعلم القراءة .
سالم ينظر إلى نجود وكأنه اول مرة يراها ،وصمت طويلا ونجود مستغرقة في الشرح وفجأة قال وبتردد وبصوت أقرب إلى الهمس
سالم : نجود أريد أن أحدثك بأمر ؟
نجود لم تسمعه : كيف غاب عن ذهنك ،وأنت مهندس ممتاز ،من التأكد من تخطيط الأرض؟
سالم وبصوت مرتفع قليلا: نجود اسمعيني
ونجود مستمرة في الحديث : مستحيل هذا المخطط كيف اعتمده المدير من دون ما يتأكد من الأرض والختم عليها ،وساد الصمت في أنحاء المكتب نجود تنظر إلى المخطط وسالم ينظر إلى نجود وفجأة صرخ سالم وبصوت مرتفع قليلا
سالم : نجود أنا أنا أنا أح…..بك
تنظر نجود إلى سالم وهي غير مستوعبة الحديث فقالت
نجود :, سالم .ماذا تقول ، أعد ما قلت من فضلك؟
سالم مرتبك : أنا أريد أن أتقدم واخطبك ،سقطت الأوراق من يد نجود وخرجت مسرعة من المكتب ،وركبت سيارتها وعلى وجهها علامات استغراب ،وقالت لنفسها
هل ما سمعته قبل قليل من سالم صحيح أم أنا أتخيل ذلك !ثم أضافت قائلة : لا لا أنا سمعت بالغلط أكيد لا يقصدني أنا يقصد فتاة اخري ،والله مصيبة وبكت بحرقة .
وفجأة نظرت إلى هاتفها ،واتصلت بعلي
نجود : علي أين أنت ؟
علي كان قد خرج مبكرا من العمل
علي :, أنا في البيت
نجود :حسنا أنا قادمة إليك
علامة استفهام على وجه علي؟ ولكن قال حسنا أنني في إنتظارك !
أخذ علي ينظف البيت وهو يقول : الغريب أن اليوم لم أتصل على عامل النظافة لكي ينظف البيت ،موعد نجود انساني كل شي ،ووقف فجأة وقال يا تري ماذا بها نجود اول مرة تحضر إلى البيت ماذا تريد ؟
واستمر في التنظيف وهو يقول : خير أن شاء الله
وبعد فترة سمع جرس الباب ونهض ليفتح الباب فإذا بها نجود .
ارتبك علي فماذا يقول لها ، ولكن نجود قالت مبتسمة :مادام لم تدعوني للدخول الأفضل أن أذهب.
وهمت بالمغادرة ولكن علي أمسك بكتفها محاولا منعها من المغادرة فابتسمت وقالت :أدخل يعني؟
علي ينظر إليها بحب وحنان ويقول :نعم البيت بيتك ،ودخلت نجود لأول مرة بيت علي ،وكانت تتمني أن تدخله بفستانها الأبيض ،ولكنها كانت بحاجة إلى علي في تلك اللحظة .
حاول علي أن يبدو الأمر طبيعي ، فقال لها: أنت تعلمي بيت عازب فلا يرعبك المنظر ..وابتسمت نجود وقالت وهي تشير إلى غرفة معينة
نجود : هذه الغرفة الرئيسية أليس كذلك ..ومشت بخطوات فيها دلع وهي تصل إلى الغرفة الرئيسية ،وعلي يحاول أن يتجاوز الغرفة الرئيسية ،ولكن نجود وقفت أمام الباب وقالت :هذه غرفتنا
علي بخجل : نعم
نجود تزيح يد علي من الباب وتدخل إلى الغرفة، ونظرات عيناها تقول له أنا أريدك .
ولكن علي جذبها بلطف وقال : نجود وبصوت خائف
وقلق ماذا بك ؟
نجود: تدفن رأسها على صدر علي، ملتصقة به ، وكأن روحها التصقت بروحه ، وتناثر شعرها الذهبي على صدر علي ، وقالت له بشغف
وضعف الأنثى احتاجك اليوم ……..
خرجت نجود من بيت علي وهي تبكي ، تبكي ضعفها ،وعدم سيطرتها على نفسها .
أما علي لم يستوعب ما حدث ،وركض خلفها ،ولكنها  ركبت سيارتها وذهبت وتركت له وردة السوسن التي تحبها  في الشارع لكي يلتقطها ،وبسرعة عاد إلى البيت ليتصل بها ،قائلا لها : أنه يتخلى عنها ،وسوف يأتي لخطبتها من أبيها ،ويصلح ما أفسده ضعف الاثنان.
مر اليوم كئيب ،وفي اليوم التالي عند الساعة العاشرة صباحا ،والد  نجود عبدالله  يسمع صوت هاتفه يرن
عبدالله ورجل يحدثه قائلا له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عبدالله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،من معي لطفا ؟
علي متردد : أنا علي بن ناصر موظف في وزارة الإتصالات ويشرفني أن ازور حضرتك يوم الخميس؟
عبدالله مستغرب ولكن صوت علي كان صوتا مريح بالنسبة له: تفضل يا ابني اصف لك البيت ثم أضاف بخبث ولا البيت تعرفه ؟
هنا تلعثم علي
علي يحدث نفسه :ماذا أقول له
ولكن بعدها قال :سوف أتصل عليك لكي تعطيني وصفا للبيت .
ضحك عبدالله وقال : ما شاء الله الولد ذكي .
ثم أضاف قائلا :حسنا أنا في انتظارك ليلة الخميس .
علي :, أن شاء الله يوم الخميس .
واغلق  هاتفه وهو في قمة السعادة .
جاء الأربعاء و أستأذن علي بالخروج من الدوام قبلها بساعة، وقبل أن يذهب إلى البلدة في المساء لديه بعض الاشغال لتخليصها وبعدها يذهب إلى البلدة ليحضر والده و والدته.
وبدا عبد المجيد يصدح من سيارة علي وبصوت عال
ايش جابك من بلادك إلى بلادي
ايش اللى خلاك تسكن في فؤادي
وكان يحدث نجود أنه ذهاب إلى البلدة ليحضر والديه ،وسوف يرجع الخميس صباحا.
نجود كانت في البيت لم تذهب الى العمل في ذلك اليوم فقالت له  وهي خائفة عليه ‘: لا تسرع في الطريق
علي : لا تخافي سوف ارجع سريعا الى مسقط .
وبعدها قالت له , وهي في حالة ندم : أنا آسفه أنا كنت في حالة ضعف لا أدري لماذا فعلت ذلك ….. قاطعه علي وهو يقول : لا تخافي يا أم عبدالله كل شي سوف يكون على ما يرام أن شاء الله ،بس أعطيني ساعات قلائل ،وسوف تصبحي حرم علي ابن ناصر وبشكل رسمي.
علي يتحدث في الهاتف ويزيد صوت الموسيقي  ،وايضا يزيد من سرعة المركبة
100 130 160 180
وكان الشارع واحد باتجاهين ، والوقت مساء  والإضاءة  خفيفة ومجموعة من الجمال تعبر الشارع من جهة اليمين ،وفجأة يصرخ علي : ما هذا جمال في الطريق …..
سمع مجموعة من الشباب صوت فرامل السيارة ،فقال أحدهم :شباب أسمع صوت فرامل السيارة والصوت قوي جدا هيا نذهب لنعرف ماذا حدث..
وقبل أن يصل الشباب كانت سيارة الإسعاف قد سبقتهم .
سائق سيارة الإسعاف موجه حديثه للشباب :لقد وصلنا وجدنا صاحب المركبة مفارقا للحياة …..مات علي
غدا نتابع بقية احداث قصة المهندسة نجود تابعونا …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى