تحت عمود إنارة
مريم عبدالرحمن الهوتي سلطنة عمان
قد نمضي بحياتنا سنين طوال باحثين عن إنسانٍ طبيعي
يحمل كل معاني الإنسانية، نمضي ونحن موقنون ماذا
نريد وعلى المسار الصحيح نسير ولكن في أول تقاطع
نحتاج أن نتوجه إليه للبحث عن الرفيق..
رفيقاً يكون لنا كالظل ونحن نعبر محطات العمر
نلمح من بعيد ملامح شخصٍ لم نرى له شبيه
تكاد تكون الصورة متباينة لكن لها وقعٌ في القلب
ونبضاتٌ في الوجدان ليس لها شبيه
لكنه يأخذ من كل جمالٍ في الكون،
شخصٌ يشرق ك الشمس ، يشبه كل شي جميل
الجمال من حولك يذكرك به وترى وجهه فى المرايات..
وفي زلال المطر..
وعلى وجه القمر..
تظن إنك أحببته ولكنك في الحقيقة تحيا به،.
وكلما تذكرت وجهه تزيد نبضات القلب سرعةً..
تبقى العين شاخصةوتنتفض اليدان.
كأن بها لهفةُ السلام.. تقترب وتقترب ثم تُعاين بلا استأذن
وكأن هذا الإنسان شئٌ من أملاكنا ولنا فيه حرية التأمل..
أو كأننا نريد الاطمئنان بأننا لا نتخيل ولسنا في حلم ٍ و
هذا ليس بهذيان.. وهدأت عواصف قلبي،
ولكن هدوء حذر.. لأمر خطر
أنه أخذني مني ومن العالم كله.. وأنا التي
كنت لم ألتفت للعالم أبداً ، ولم ألقى أي إهتمام لرجلٍ
يمر بجواري
كيف لشخصٍ غريب يأسر قلبي وفي ثوان
اسدل الاستيعاب الستار عن عيناي وأنتهى المشهد
حين سقطت من يدي الوردة..
الوردة التي كنت أحملها وسقطت عيناي عنه..
وكأن قلبي سقط من صدري نزلت لألتقط قلبي والوردة
وحين رفعتها لم أجده
لقد اختفى في ثوان
واكتشفت أن كل ما مضى كان مشهداً خيالياً
تحت عمود انارة
خلف ضباب..