لماذا ننجذب لمن يرفضنا؟

أن الانجذاب لمن يرفضنا يدل على عدم احترام الذات وفي الواقع.عندما نعتاد على فكرة التعلق بأحدهم فيصبح من السهل الاستمرار في الإيمان بذلك بدلاً من الاستسلام للشعور بالوحدة.فلا يبحث البعض سوى عن الأشخاص الذين لا يمكن الوصول إليهم وهناك عدد من العوامل النفسية التي تعزز الانجذاب إلى الأشخاص الذين يبدون غير مبالين لمشاعر الطرف الآخر والحاله العاطفية ويكون هناك اعتقاد خاطئ أو بالأحرى ( الوهمي ) بأنّ الطرف الآخر يكنّ لنا مشاعر الحبّ وهذا يؤدي إلى التعلق به رغم عدم اهتمامه وقد يحظى هذا الشخص بمكانة اجتماعية مرموقة.وهذه حالة مرضية غالبًا ما ترتبط بالأوهام العاطفية فالشخص دائما يبحث عن من يشبه ..

 

لذلك في معظم الحالات، ينبع هذا الانجذاب الغريب من تدني احترام الذات والاعتماد على الآخرين. ويمكن أن يؤدي سوء تقدير الذات إلى التعلق بالأشخاص الذين نكن لهم الاحترام أو يتلقون المديح. والانجذاب إلى هذا النوع من الأشخاص رغم غياب علامات المعاملة بالمثل بدلاً من أن يكون سببًا للاستسلام والتخلي عن هذه العلاقة، يؤكد مدى ضآلة تفكيرنا في أنفسنا ويبرر الوضعية التي نضع فيها أنفسنا. ويمكن أن يؤدي سوء تقدير الذات إلى التعلق بالأشخاص الذين نكن لهم الاحترام فنعتاد التعلق بأحدهم، فيصبح من السهل الاستمرار والإيمان بذلك وهذا الشخص نكن له مشاعر الحب، ويبدو أنه من الصعب أن يبادلنا نفس الشعور، وأنه لا يبالي لما نحس به، قد يكون أيضًا وسيلة لاكتساب احترام الذات، وهو ما نعبر عنه بالتعويض..

 

كذلك مسألة التعود على المواقف المؤلمة جراء التجارب المبكرة التي تترك بصمات عميقة فينا، وهذا يسهل وقوعنا مرة أخرى. مرار وتكرار وهذا ينبع من الميل إلى الرغبة في إصلاح عيب في الآخر، خاصة الأشخاص المصابين بمتلازمة فرط التعاطف.و إذا لم تظهر لدى الطرف الآخر علامات المودة، فهذا يعني أنه لا يعرف كيف يُظهر ذلك لذلك عليه أن يفعل كل ما في وسعه لمساعدت نفسه وكل هذه الحالات، تمثل خطر كبير في إيجاد اعتماد ضار على الآخر. وعدم التوازن في الحب يؤدي الى إخضاع الآخر وحبسه في علاقة سامة.فلابد أن تخرج من المأزق وتكون قادرًا على مساعدة نفسك والبحث عمن يساعدك. فعلاقتك بالآخر مقياسا لمعرفة قيمتك خاصة في حاله عدم اهتمام، وإثبات عدم قدرته على فهمك..

 

مع الاسف لا يبحث البعض سوى عن الذين لا يمكن الوصول إليهم، وأحيانًا يضعون لأنفسهم تطلعات رومانسية يستحيل تحقيقها فالتعود على المواقف المؤلمة جراء التجارب المبكرة التي تترك بصمات عميقة فينا،بالنسبة للرجال، تتعلق هذه المسألة بمعرفة مدى قدرتهم على الفوز. أما بالنسبة للنساء، فيتعلق الأمر أحيانًا بتحقيق الحلم الرومانسي للحصول على حب الذي لا غنى عنه وفي حالات أخرى، يتعلق الأمر بالتعلق بوضعية مريحة لا نشعر فيها إلا بالقليل من الاهتمام، ولم يتم تقديرنا فيها كما يلزم، ولكننا تعودنا عليها وتأقلمنا معها. ومع أن تقدير الذات لا يمكن أن يتحقق في مثل هذه البيئة، إلا أن الأمر يتعلق بالمعايير المألوفة. بعبارة أخرى، قد نكون اعتدنا منذ الطفولة على هذه الطريقة في التعايش مع الآخرين، وعلى الاعتياد على مواقف معينة تبدو فجأةمريحة ومطمئنة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى