حينما تكون أنت المسؤول عن إلقاء شخص واحد في البحر لكي تنجوا المركب.. فمن ستختار؟!
صموئيل نبيل اديب _ مصر
بهذه المعضلة الأخلاقية افتتح الكاتب حمدى عطية مسرحية ” صيد البشر”
ليضعنا أمام مأزق حقيقي.. فنحن على مركب محملة بركاب يحاولون الهجرة غير الشرعية من مصر إلى إيطاليا عن طريق ليبيا، و مقيدين إلى مصير مجهول داخل مكان خفي في السفينة و لم يأكلوا منذ أيام و كلهم أمل في الهجرة إلى شواطئ إيطاليا للدخول إلى مستقبل أفضل.. لنتفاجأ أن المُهربين هم تجار بشر و أنه سيبيعوهم كعبيد و لن يصلوا إلى إيطاليا.. والمصيبة الكبرى إنهم قد حَملوا المركب بعدد أكبر من قدرتها و لابد أن يرموا شخصا واحدا من الركاب..
و بعد حوار قليل يترك رئيس الخاطفين ( الممثل هيثم سليمان) القرار للركاب في ان يختاروا شخص واحد بمعرفتهم.. لتبدأ لعبة المسرحية التي تخاطب الجمهور ليكون المسؤول عن اختيار شخص واحد من بين الركاب، ليحكي كل راكب قصته.. فمن الهارب من الثأر، الي التي هربت من جريمة قتل زوجها، الي الباحث عن أمل ان يكون لاعبا مشهورا بعدما خسر بسبب الفساد و قصص اخري …
اثني عشر شخصا يمثلون تجاربهم في مشاهد رائعه بطلها الحقيقي ليس شخص واحد وإنما كل الممثلين، حيث هم الركاب في مشهد و هم الممثلين لقصص زملائهم أيضا..
في هذا العمل الذي يكاد يكون بلا إمكانيات مساعدة من إضاءة أو ديكور يكون المخرج هو المسؤول عن نجاح العمل بتدريب الممثلين بشكل جيد.. وهو ما قام به بأقتدار ” المخرج محمود السيد” إذ ظهرت براعته في تدريب الممثلين بشكل رائع لدرجة إنك لن تصدق ان معظمهم يمثلون لأول مره حيث أن المسرحية نتاج ورشة تدريب أقامها بيت السحيمي..
من الملاحظات التي ستلاحظها هي سرعه تغيير الملابس بمهاره شديد اذ كما ذكرت يختفي الممثلون في دقيقه ليظهروا في شكل جديد ليقدموا دورا جديدا.. فمن كان رئيسا للعصابة اصبح ابا لأحد المهاجرين، ومن كانت راقصه تهرب من تاريخها المظلم اصبحت صعيديه كارهه لاخيها ، وهكذا جاءت براعة الممثلين في أدائهم لأكثر من شخصية في نفس المسرحية مما جعل هناك مباراة حقيقية في التمثيل وفي تنوع القصص والملابس الأمر الذي جعل كمشاهد تجلس ساعه ونصف وانت لا تشعر بالوقت..
حيث ابداع في التمثيل كلا من :
هيثم سليمان فى دور زعيم العصابة.. و محمود أحمد .. أحمد ماهر.. عبد الرحمن نبيل.. منى رمضان.. حبيبة تامر.. عبد القادر إبراهيم.. أحمد عبد الحكم جاد.. محمد صلاح.. محمد مجدي.. سارة أنس.. محمد سعيد .. محمد محجوب .. فيروز سعد.. مايا سعد
مريم محمود.. كلير مكرم.. شيري أسامة..مينا صفوت
ديكور / محمد الصادق.. مخرج منفذ /.. أروى الشيباني
عن المسرحية يتحدث المخرج الجميل محمود السيد عن اسئلتنا قائلا :
1- تدريب الشباب أمر مرهق و مسؤولية.. ما شعورك بعد أن دربتهم ثلاثة أشهر؟
الحقيقة بمجرد مشاهدة النتيجة وما وصل إليه مجموعة الشباب من خلال تطورهم على مدار ثلاثة أشهر ، نسيت كل تعب فترة الورشة و أشعر بالفخر بسبب التخلص من العديد من التحديات التي واجهتنا، خصوصاً أن عدد كبير منهم لم يمثلوا من قبل و لم يكن بينهم سابق معرفة لذا اشتغلت على تمارين لإعداد الممثل
3- كأول عمل إخراجي لك في بيت السحيمي ما رأيك في هذه التجربة؟
الحقيقة حابب اشكر قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري أ.د/ حمدي السطوحي و المهندسة/ رانيا فائق المشرف العام على النشاط الفني بقطاع صندوق التنمية الثقافية
علي إتاحة الفرصة لعمل ورشة إعداد الممثل بمركز إبداع بيت السحيمي لإستغلال طاقات الشباب وتنمية المواهب ودعم المبدعين ، وتقديم الورشة لهم بالمجان كاملة ، واري ان التجربة مهمه ومميزة خصوصاً اننا تحدثنا في أكثر من قضية داخل العمل بجانب القضية الرئيسية ( الهجرة غير الشرعية ) مثل جواز البدل، الثأر ، تجارة الآثار، الأدوية المغشوشة، التربية الخاطئة ، الواسطة والمحسوبية.
4- ما رأيك في المجهودات التي تقدمها وزارة الهجرة الليبية لمقاومة الهجرة غير الشرعية؟
رسالتي للشعب الليبي الشقيق ولوزارة الهجرة الليبية
نحن نشعر بحجم التضحيات والعمل الذي تقومون به للتخلص من هذه الظاهرة
ولذلك تم تقديم هذا العمل لتسليط الضوء وتوعية الشباب من مخاطر هذه الأفكار والقرارات التي تؤدي الي الموت.
ونعرف حجم العمل من وزارة الهجرة الليبية للحفاظ على شبابنا واولادنا من مخاطر الهجرة غير الشرعية
و عن العمل يقول مؤلفه الأستاذ محمد عطية
حمدى عطية سيناريست وكاتب مسرحي مصري.. الحاصل على الدبلوم العام والخاص من كلية الآداب جامعة عين شمس قسم دراما ونقد مسرحي
1- لماذا اخترت قضية الهجرة لتتكلم عنها؟
تم اختيار موضوع الهجرة غير الشرعية لما تمثله من مشكلة وقضية كبرى تؤرق الوطن بسبب ذهاب خيرة شبابه في رحلة محفوفة بالمخاطر تكاد تكون رحلة بلا عودة لم ينجو منها سوي القليل وبل يدفع النفيس والغالي من أجل رحلة الموت .. ويرجع السبب لرؤيتهم للواقع بشكل مأساوي ومظلم ومحبط ، حيث لا يوجد دعم معنوي من المحيطين بهم فأصبح فقدان الشغف وغياب روح الانتماء هو السمة الغالبة لهؤلاء الشباب..
من أين جمعت قصص الابطال ؟
تم تجميع القصص من الواقع المحيط بنا مشاكل لا تنتهي.. حول شاب يحاول يسجل براءة اختراع ويفشل وقضايا العقم والقاء التهمة على المرأة انها سببه والدجل والشعوذة وزواج البدل وتجارة الادويه المغشوشه وسرقة الأعضاء و الآثار واللوحات الفنية، وحال الرياضة المزري ، حول اضمحلال يعيشه شخصا ما على كل المستويات تكون النتيجة الحتمية هو الرحيل .. و الفكرة ليست جديدة بل سبق تقديمها بأشكال متعددة في مسرحيات وأفلام عدة أشهرها بين السما والأرض والإرهاب والكباب ونهر الخوف و مسرحية سكه السلامة
3- قال بعض النقاد أن نهاية المسرحية كانت متفائله أكثر من اللازم فما رأيك؟
بالنسبة لنهاية المسرحية تم عمل اثنان من النهايات اذا كان حلم فعند الاستيقاظ فسوف يفكرون في العودة بعد ما مر بهم.. وتكون أكثر تفاؤل وهو ما فضله مخرج العرض.. والنهاية الاخرى كانت الموت وحضور كل شخص من المتسببين في فكرة الرحيل لاستلام جثثهم فكانت قاتمة وحزينة رغم معقوليتها الا اننا قررنا ان نقدم الأمل وهناك فرصة وأمل دائما رغم كل شيء
العرض المسرحي (صيد البشر)
تأليف/ حمدي عطية
ديكور/ محمد الصادق
ألحان/ بلال الشيخ
تسجيل وهندسة صوتية/ اسلام محمد عبد السلام
إدارة خشبة المسرح/ هاني عبد الوهاب
مخرج منفذ/ أروى الشيباني
مخرج منفذ/ علي أبو زيد
مخرج منفذ/ مصطفى الصباغ
إخراج/ محمود السيد
قدمت في مركز إبداع بيت السحيمي التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية – وزارة الثقافة المصرية ،