دكتاتورية إمرأة في أخر العمر
وجنات صالح ولي
لن تعيش الحياة بقسوة وتسلط بل ستعيشها باللين والود والحب حين تنشر جناح المودة والألفة دون تعنت وجمود في المشاعر ،ولن تزول وتتبدد تلك المشاعر إلا إذا حصلت فجوة عميقة بينهم ينتهي فيها الإحساس وتتجمد المشاعر والعواطف داخلها ،هي إنسانة ادخلتها حياتك بكامل إرادتك وعاشت فيها عمر آخر معك وأكثر . واجهت معك الحياة بقسوتها ولينها ،كانت لك راحة سعت دائمًا لها قدمت لك فروض الولاء وواجبات الطاعة،لكن أنت لم تراعي كل ذلك وكل خصام أو تجاهل كان يكبر ويزداد أكثر وأكثر دون أن تلاحظ أنت ذلك ،ربما كان يسيطر عليك غرورك وتكبرك في حين كان ضعفها إستعباد لها وربما كانت توضح لك كل خذلانها وخيبتها منك ،وقد تتقبل و تتجاوز الإهانة التي لاتغتفر ولكن تصمت كي تسير الحياة ، ولكن تأكد دون سابق إنذار تبدأ بتقمص دور الدكتاتورية بعد أن كانت هي الضحية وتتبدل الأدوار حين تصبح أكثر عناًد وعصبيًة حين تتسلط هي دون خوف كالسابق دون خضوع لك ،حين تتمرد وتقفل في وجهك بابً كانت تستقبلك منه بكل حب ومدت لك يديها مصافحة لكن خذلت منك وحين تعود شاكيًا متزمرًا من تصرفاتها ،راجع حساباتك وأنظر آلى نفسك وماقدمت لها هل كان حريًا بك أن تعاملها معاملًة دونيًة تنتقص من قدرها ،هي الآن تكيل لك بنفس المكيال دون زيادة أو نقصان لكن متى حين كبرت أنت وأنصهرت في بوتقة الكبر ردت لك أيامها الماضية لك وسرقت لك راحتك ،تأكد بأن الحياة مقايضة أما أمان وتهدي معه السعادة ،وإما خوف يزعزع ثبات الأيام والسنين ،أن أردت أن لاتمارس تلك المرأة عليك نظام الدكتاتورية في أخر حياتك فكن أنت دبلوماسيًا معها في ممرات حياتكم وتأكد ليس كل دكتاتوري يصمد للأبد ولكن لابد عليه أن يتحين لحظة سقوطه ولذلك الوقت المناسب سيكون سقوطه مرعب على يد دكتاتورية إمرأة إستنزفت طاقتها في أخر العمر بعد أن ظننت أنك ملكتها .