مدينة العشاق
قلم: لمياء عبدالله النفيعي
أخبار سياحية
——————
مكة -المنطقة الغربية
تعال معنا أيها القارئ نتجول بك في مدينة العشاق التي تفيض سحرًا وجمالاً ومزيج فريد من عبق التاريخ والحداثة والجمال والفن والموسيقى والرومانسية التي لُقبت بألقاب عديدة لروعة تلك المدينة منها “ملكة البحر الإدرياتيكي” و”المدينة العائمة” و”عروس إيطاليا” إنها مدينة “البندقية” أو”فينيسيا” التي تقع في الشمال الإيطالي، وهي عبارة عن عدة جزر متصلة بعضها عن جسور وقنوات مائية متعددة وكأنها مدينة تطفو على الماء مما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم وتثير دهشة الزائر بكيفية البناء الذي خضعت له، التي تروى أحداثًا قد عاشتها في مختلف العصور حيث تتميز بمباني تجمع بين العمارة القوطية والاوروبية والاسلامية، وقد ساهم موقعها الجغرافي في جعلها واحدة من أكثر الوجهات السياحية على مستوى العالم ومن المدن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو لأنها تحتضن ما يفوق 118 جزيرة تتصل مع بعضها عبر جسور يبلغ عددها 400 جسر
من أجل ذلك لُقبت بمدينة الجسور، وتعد المدينة مكتظة بالسكان لوجود 271 الف نسمة ويزداد العدد مع حلول فصل الصيف
الذي يعتبر موسم السياحة.
قد يتساءل الكثير عن سبب تسميتها بهذا الاسم ! يقال قد أطلق عليها اسم “فينيسيا” لتحديد المناطق والاراضي التابعة للامبراطورية الرومانية المهيمنة ذلك الوقت، ومن ثم سُميت البندقية بهذا الاسم لانها كانت تحت سلطة الدوق”بوونا دوكِيا” وقيل أيضا بأنها من السلاح لأنها أول من زود العرب به، بالرغم اختلاف مسمياتها ألا أنها تتمتع بجمال ساحر وتشعر بأنك في حقبة زمنية أخرى.
سنتمشّى بكَ أيها القارئ بين أبنية مدينة الجسور ونتجولّ في القوارب أو “الجناديل” عبر قنواتها المائية وتطرب لصوت “الجناديلي” الذي يدفع القارب في الماء بواسطة المجداف وهو ينشد شيء من الأغاني الايطالية ويرتدي حلة مخططة باللون الاسود والابيض، حيث تتأمل قصورها الذهبية التاريخية، وجسورها الفريدة وبإمكانك استكشاف المدينة سيرًا على الأقدام، ومشاهدة المنازل والقصور العريقة التي كان يقطنها النبلاء أو التوقف لارتشاف القهوة الإيطالية ذات الرغوة الكريمية اللذيذة وتذوّق قطعة من التراميسو اللذيذ، أو تناول البوظة الإيطالية المشهورة واستنشاق الهواء البحري المنعش، وشراء بعض الهدايا والتذكارات، وهنا سنسرد لك أيها القارئ أهم معالمها السياحة:
– ساحة سان ماركو
تُعد ساحة سان ماركو قلب المدينة النابض ونقطة الانطلاق للسياحة، والمساحة المستوية والمفتوحة التي شيدت في القرن التاسع عشر حيث يضم عددًا من المطاعم والمقاهي الراقية والشعبية ، ويمكن للسائح الوقوف هناك والاستمتاع بمشاهدة المباني التاريخية والفن المعماري هناك.
– برج الساعة أو برج الأجراس
الذي يعد اكثر مباني ساحة سان ماركو ارتفاعًا حيث يبلغ ارتفاعه 100 م وقد بني في نهايات القرن التاسع عشر كبرج مراقبة لحركة السفن ومنارة لموانئ البندقية ، يمكن للسياح اعتلاء البرج للتمتع بإطلالة بانورامية للمدينة بأكملها والتقاط الصور التذكارية.
-التجول عبر القنال الكبير
عبارة عن ممر مائي رئيسي طويل على شكل حرف (S) يجوب مدينة البندقية ويقسمها إلى ضفتين تتفرع منه ممرات كثيرة وصغيرة تخترق أنحاء المدينة واستكشاف شوارعها وأزقتها، ويعد من أهم الأماكن السياحية وسمى بهذا الاسم لانه أكبر الممرات المائية حيث يبلغ طوله 3800 م ويتراوح عرضه ما بين 30 إلى 90 م.
-قصر كا دورو
يطل البيت الذهبي أو قصر سانتا صوفيا على الجهة الشمالية للقناة الكبرى حيث تشاهد عظمة الفن المعماري القوطي وكقطعة أثرية حاضرة قادمة من العصور الوسطى.
جسر ريالتو
يعد الجسر السبيل لعبور القنال الكبير افتتح سنة 1591 م ويبلغ عمره اكثر من 400 عام ومن اهم الرموز التاريخية في فينيسيا
صمم الجسر على ارتفاع 7.5 متر على شكل منحدرين مايلين متصلين بقوس وتصطف على جانبيه العديد من المحلات التجارية والهدايا التذكارية التي يمكنك شراء أقنعة الكرنفال التذكارية المشهورة.
بالرغم ما تتمتع به البندقية من جمال أخاذ وطبيعية ساحرة إلا أنه من المؤسف تُعاني من كثرة التلوث نتيجة مرور السفن السياحية الضخمة يوميا والفيضانات التي تسبب في غمر المدينة بارتفاع منسوب المياه.
وفي نهاية المقال قد أنهينا جولتنا السياحية وتعرفنا على أهم وأبرز وجهات السياحة في البندقية وموطن للرومانسية وعراقة التاريخ وأصالته.