الأدب والشعر

مزرعه الذل.. الفصل السادس عشر 

سمير الشحيمي

سمير الشحيمي

*الغرور علامة على الذل أكثر منه على الكبرياء*

 

المزرعه قرت العين 

تمر الأيام والأسابيع والأشهر والسيد سفيان يشتد عصبيه وغضبا على العمال الذين يعملون معه وزداد ظلمه أكثر عليهم واهانتهم وكثرة تدخلات محمود لإنقاذ الذين يتعرضون لظلم.

أما الأميرة الصغيرة مياسه فتعيش أسعد اللحضات مع عمرو إبن محمود يتلقيان يومياً تارة يخرجان بجولة فوق الأحصنه وتاره أخرى يلتقيان عند بركة الماء يتبادلان الحديث الجميل والرومنسي وأحياناً يتحدثان طول الليل عن طريق الهاتف.

 

منزل محمود

صوت دق على الباب يفتح محمود الباب فكان محمد صديق عمرو هو الطارق.

محمد : العم محمود كيف الحال وين عمرو؟

محمود : هلا محمد كيف حال أبوك ؟

محمد : بخير طاب حالك.

محمود : سلم عليه ، موجود عمرو لحضات اناديه لك.

يذهب محمود ليخبر عمرو بوصول صديقه محمد فخرج عمرو وهو يبتسم ويلقي التحيه على محمد وهو يقول : تعال تفضل.

محمد : خلينا نطلع برا أحسن نتمشى.

عمرو : يالله زين اللبس نعالي واجيك.

وفي الطريق الفاصل بين المنازل والمزارع المحيطة بها يمشيان محمد وعمرو وهما صامتان ثم قاطع محمد هذا الصمت بقوله : لحد متى بيستمر هالموضوع؟

عمرو : أي موضوع؟

محمد : لقاءك أنت ومياسه.

عمرو : شوفيها لقاءاتنا؟

محمد : مافيها شي إلا أنها خطر عليك إذا عرف السيد سفيان.

عمرو : صار لنا شهور نتلاقى أنا ومياسه وما معقوله السيد سفيان ماعنده خبر لكن دام أنه ماصار شي فهوه يعتبرني صديق مقرب لها.

محمد : أنت ماصاحي دام السيد سفيان للحين ساكت معناته ما عرف شي للحين عن طلعات الأميرة مياسه معاك ولا كان حرق المزرعه بلي فيها.

عمرو : بنفرض إنه ما يعرف أنت شو حاشر نفسك وجالس تنبهني بكل مره نطلع فيها مع بعض.

يقفان أمام بركة الماء وجلس محمد على أول مقعد وهو يقول : خايف عليك صدقني ما اعتبرك صديق اعتبرك أخ.

عمرو يجلس بجواره : وأنا افتخر بمخوتك صدقني لكن لا تحاتي.

محمد : بس حابب أعرف شو الشي اللي يجذبك للأميرة مياسه وشو الشعور المتبادل بينكم؟

عمرو يبتسم ويخفق قلبه شوقاً وهو يقول : ماعرف كيف اوصفلك الشعور لما نكون مع بعض يمر الوقت بالساعات وكأنه دقائق.

محمد : ياسلام على هالكلام شعور الحب عندك ضارب ترند.

عمرو : متعدي مرحلة الترند صدقني.

محمد يضحك وبعدها بدء يغني أغنية راشد الماجد (تفنن) :

تفنن في طروق الحب شرقني وغربنــــــــــــــي

 

معك يا زين دوخات الهوى ويا حلو مشـــــواره

 

وغرد في سما سمعي أبي تحكي وتطربنــــــــي

 

سواليفك مطر عمري .. ربيعي ضحكة ازهـــاره

 

يكمل عمرو باقي الأغنية :

 

حبيبي يا بعد كلي وكلك صدق تعجبنـــــــــــــــي

 

بغيباتك وصداتك وتلويعك وتكــــــــــــــــــــرا

ره

 

تجنن كل ما أشوفك أحس إنك تذوبنـــــــــــــــي

 

وتضيعني من الدنيا .. وتشب بخافقي نـــــــــاره

 

القصر

مياسه في غرفتها تعتني بشعرها الحرير الطويل بتمشيطه والخادمة ترتب لها ملابسها ففتح الباب ودخلت روعه إلى غرفة ابنتها فقالت مياسه : هلا ماماتي نورتي غرفتي.

روعه بصوت كله جديه توجه كلامها للخادمة : بتكملي ترتيب ملابسها بعدين طلعي شوي.

نهضت الخادمة وخرجت من الغرفة فستغربت مياسه من فعل والدتها وقالت : خير شو فيه ؟ فيك شي؟

روعه : من متى وأنتي تطلعي مع عمرو ولد محمود؟

مياسه : من فترة بسيطه.

روعه : شو فيك أنتي صاحيه مينونه.

مياسه : ليش شو اللي صاير؟

روعه : اللي صاير أن سيرتك وسيرة الأستاذ عمرو على اللسان كل العمال والفلاحين والخدم بالمزرعة بس باقي يعرف أبوك وإذا عرف أبوك أو شم خبر تعرفي شو راح يصير؟

مياسه : وليش ما أسوي شي غلط جالسين بحترامنا مع بعض.

روعه : برودك يذبحني المشكله في أبوك راح يسوي مشكله لنا بالمزرعة وراح يضر عمرو وأهل عمرو اذا عرف بعلاقتكم مع بعض.

مياسه : ليش أبوي بيعارض أساساً.

روعه : ليش بيعارض لأنك بنت باشا وعمرو ولد فلاح عرفتي اللحين الناس مقامات أبوك عنده هالشي من الأساسيات كل واحد بمقامه ومايتعدى مقامه اللي تحت تحت واللي فوق فوق.

مياسه : بس يا أمي….

تقاطعها روعه : من دون بس خلاص من يوم ورايح ما تتلاقين مع اللي اسمه عمرو ولا أنا اللي بتصرف معاك مش أبوك.

خارج الغرفة كان السيد سفيان يسمع كل كلمة تنقال داخل الغرفة وتغير لون وجهه وأصبح غاضباً أراد الدخول إلى الغرفة لكنه تراجع باللحضه الأخيرة. انسحب بهدوء إلى غرفته وماهيه إلا دقائق حتى دخلت روعه وهيه تبتسم : أشوفك جيت ما شاء الله عليك.

سفيان ينظر لها : هيه نعم من شوي واصل كان يوم متعب وطويل.

تمدد سفيان على فراشه وجلست روعه بجواره وهيه تقول : بسويلك مساج عشان تنام مرتاح.

مدت يدها فصدها سفيان وهو يقول : ماله داعي حاسس بتعب بنام أنتي بعد نامي ورتاحي.

استغربت روعه من ردت فعله وقالت : فيك شي حبيبي؟

سفيان : لا بس شويت إرهاق تصبحي على خير.

 

غرفة مياسه

تفكر مياسه بحديث والدتها روعه ثم أمسكت هاتفها واتصلت على عمرو وطلبت منه أن يتقابلى غداً عند النهر بالمساء.

وأغلقت الخط وهيه تفكر كثيراً بكلام أمها روعه.

 

يتبع….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى