مزرعة الذل ..الفصل السابع عشر
سمير الشحيمي
*أذل الناس معتذر إلى لئيم*
القصر
اليوم التالي يتناول سفيان افطاره وبجانبه روعه ووسن تقف بالقرب منهما لتلبي طلباتهما.
سفيان : وين مياسه؟
روعه : نايمه تعرفها سهر طول الليل وارقاد بالنهار.
سفيان : أحيدها تروح الإسطبل وتطلع تأخذ لها لفه على فرسها.
روعه : أنا قلت لها تخفف طلعات بالفرس كل يوم كل يوم مايصير.
سفيان : عادي خليها تاخذ راحتها هاي بنتي المدلله.
روعه : وبعد بنتي الأميرة الصغيرة والمدلله معاي بعد.
سفيان ينهض فقالت روعه : شو تحب تتغدا اليوم؟
سفيان : بتغدا برا المزرعه اليوم عندي اجتماع عمل.
روعه : يعني بنشوفك المساء.
سفيان : هيه نعم برجع وقت النوم لا تحاتيني.
روعه : دير بالك على نفسك.
سفيان : أن شاء الله.
يخرج سفيان إلى موكبه الذي ينتظره وأراد مسؤول الحراس جاسم الذهاب معه استوقفه وقال له : تعال قرب مني.
اقترب منه مسؤول الحراس : أمرك سيد سفيان آمرني.
سفيان : مالازم تسير معاي اليوم خليك بالقصر أبيك بمهمة عمل.
جاسم : وأنا بالخدمة سيد سفيان.
سفيان : أسمع كلامي زين ونفذه بالحرف الواحد.
وبدء يخبره بالذي يريد منه أن يفعله.
المزرعه
محمود يوقف عربته أمام بساتين الفواكه والخضروات ويتجه إلى الداخل ومعه دفتر الإحصائيات وكل مايتعلق بالعمل.
محمود : يا عزيز ……يا عزيز.
عزيز : أيوه جاي… يخرج عزيز من وسط أشجار الفاكهة واستمر بالحديث : نورت المكان يا محمود.
محمود : عساك على القوه كيف الشغل معاك؟
عزيز : الحمدلله كل شي تمام التمام ، بس غريبه ما اشوف السيد سفيان وينه؟
محمود : صار معاه شغل مهم خارج المزرعه وأنا أخذ جولة سريعه وراجع البيت.
عزيز : تضايقت من الكلام اللي سمعته بخصوص أن السيد سفيان ضربك.
محمود : خليها على الله يا عزيز شي وصار.
عزيز : ماعرف متى ربك يفكنا من بلاه.
محمود : قول يارب ، أنا رايح تبي شي؟
عزيز : سلامتك بحفظ الله.
القصر
روعه بالساحه الخلفية للقصر يوجد بها حوض سباحه وجاكوزي ومعها وسن وعمال ينظفون الحوض من أوراق الشجر المتساقط ومازال متبقي عن غروب الشمس ساعه ونصف تأتي مياسه إلى أمها روعه وتقول لها : ما شاء الله متجمعين عند الحوض ناوين تاخذن سبحه على السريع.
روعه : مثل ماشايفه ينظفون حوض الاستحمام أبوك يتضايق لما يجي يجلس هنا وقت الشيشه والحوض وسخ.
مياسه : على طاري أبوي وينه ماشفته اليوم؟
روعه : عنده اجتماع خارج المزرعه بيرجع اليوم بس بيكون متعشي برا.
مياسه : زين زين يالله أنا استأذن.
تنظر وسن لسيدة روعه وكأنها تخبرها بإن مياسه تريد الخروج.
روعه : وين وين؟
مياسه : على حمر عين.
روعه : ما استعبط يا بنت سألتك على وين؟
مياسه : ليش الكل شاب ضو ، هنا موجودة بطلع اتمشى برا القصر.
روعه : مع من؟
مياسه : بروحي من معاي يعني.
روعه : يا بنت ليكون رايحه مع عمرو ولد محمود.
مياسه : لا طالعه بروحي تبي تجي معاي تعالي ولا وسن تجي.
روعه تناظرها ثم قالت : خلاص روحي ولا تتأخري على العشاء.
مياسه : من عيوني باي.
خرجت مسرعه.
منزل محمود
رقيه في غرفة المعيشة تتابع التلفاز وهيه تأكل المكسرات خرج عمرو من غرفته وتوجه إلى والدته وهو يقول : يا ست الكل شو جالسه اتابعي؟
رقيه : انتظر مسلسل مدبلج يبدء بعد شوي.
عمرو : زين زين كنت بشوفه وياك لكن أنا بطلع.
رقيه : على وين أن شاء الله ؟
عمرو : مع محمد ناخذ لفه على المزرعه ونجلس مع الشباب نقضي وقت.
رقيه : تمام دير بالك على نفسك.
عمرو : من عيوني الغاليه.
يقبل رأسها ويخرج مسرعاً وتتبعه أعين رقيه بحذر.
خارج المزرعه موكب السيد سفيان يقف بالقرب من أسوار المزرعة وداخل سيارته يجري اتصال : ها كيف طلعت من القصر؟
تمام راقبها وتواصل معاي من تعرف مع من هيه تتلاقى.
أغلق الخط ويقدح من عينيه الشر.
المزرعه
تحديداً أمام بركة الماء يجلس عمرو لوحده وهو يرمي حجارة صغيرة على سطح ماء النهر الذي يعكس ضوء القمر أخذ حجارة أخرى رماها على سطح ماء النهر تلاشت صورة القمر من على الماء بسبب تحركه وعندما استقر الماء وسكن عاد القمر واضحاً على سطح الماء وظهر وجه ملائكي حسن فلقد كان صاحب الوجه الحسن الجميل هيه الأميرة الصغيرة مياسه التي كانت مبتسمه ووجنتيها ورديتين اللتفت بإتجاهها عمرو الذي بادلها الابتسامه وهو يقول : ما شاء الله عليك ماخذه من ضوء القمر وضوحه.
مياسه بخجل : بسك عاد كله تتغزل ماعندك سالفه.
عمرو : أنا ماعندي سالفه لما اتغزل فيك وامدحك!؟
مياسه تجلس بجواره : هيه ماعندك سالفه من حلاوتي يعني.
عمرو: لا من حلاوة محمد تبيني اتغزل فيه مثلاً.
مياسه تضحك بقوة وعمرو ينظر إليها بحب وهو يقول : صوتك نغم وضحكتك موسيقى واللحان.
مياسه : يا خي أنت ماعرف كيف تصف هالكلام الحلو.
عمرو : أنا عاشق أنا ولهان.
مياسه : اسمعني… خل عنك هالحكي كله.
عمرو : كلي آذان صاغية هاتي ماعندك يا أميرتي الصغيرة.
مياسه : أكلمك جد….. تنهدة قائله : أمي اليوم كلمتني عشان وضعنا أنا وأنت.
عمرو تغيرت ملامح وجهه قائلاً : شو قالت؟
مياسه بحزن : إن ما نتلاقى على الأقل هاي الفترة لأن أبوي إذا عرف بتصير مشكله كبيرة.
عمرو : بس نحن ما نسوي شي غلط!
مياسه : أعرف بس أمي قالت أبوي ما راح يعجبه وبيصير شي محد بيكون يحسب حسابه وأنت سلامتك عندي أهم شي بحياتي كلها.
عمرو : أنا مايهمني لا أبوك ولا غيره أنا أحبك واريدك لي على سنة الله ورسوله.
مياسه تمسك بيد عمرو : حبيبي سلامتك عندي أهم من أي شي أرجوك أفهم أبوي من النوع اللي ما يتفاهم وأنت تعرف هالشي.
عمرو : أنا مستعد من باكر أروح أطلب يدك من أبوك عشان نتزوج.
مياسه : أنت تفهم اللي أقوله أو لا أبوي مستحيل يوافق على هالشي.
عمرو : ليش يعني شو ناقصني؟
مياسه : فرق الطبقات اللي بينا هيه كفيلة تخلي أبوي يجعل هالزواج مش صعب إلا مستحيل.
عمرو : وأنتي شو رايك؟
مياسه : أنت أكثر واحد يعرف أن أنا أحبك وأبيك بس ما على حساب حياتك تكون بخطر.
عمرو يصمت وهو يفكر ثم قال : عساه خير إن شاء الله وقت غايته يصير ألف حل عشان هالموضوع.
مياسه تهدء ثم تنهدت قائله : هالشي كان لازم أخبرك فيه عشان سلامتك.
عمرو يخرج ورقة من جيبه وهو يقول : كنت جاي مستانس كاتب لك هاي القصيدة بس الظاهر راح ارميها.
سحبت مياسه الورقة من يده وهي تقول : هيه صح على كيفك يعني.
تفتح الورقة المثنيه ورأت الكلمات اللي بها ثم ردتها إلى عمرو وهيه تقول : ممكن تقراها بصوتك الحلو يا حلو.
عمرو ينظر لها وتعود ابتسامته إلى وجهه ويلتقط الورقة من يديها ويفتحها ثم تنهد وهو ينظر إلى وجهها قائلاً : *(حبيبتي ليست كأي حبيبه ، وجهها جميل كالأماني، رقيق كأوراق الورد، مشرق كالضحى، وشعرها ناعم كخيوط الشمس الصفراء، وأنفاسها كمطر تشتاقه الروح، وهمسها كنغم من السماء، وبسمة شفتيها يخشع لها القلب، نظراتها كوتَر الجيتار الناعم الحنون، وصوتها كاللحن الهادئ الذي ينساب في خفوت، ساقها ملتفة عبلة، وجسمها ممشوق سمهري أنها حبيبتي الصغيرة مياسه)*
وفجأه
*(الأميرة الصغيرة مياسه تاج راسك يا حيوان)* أتى هذا الصوت من خلفهما عندما اللتفت عمرو ومياسه لمصدر الصوت كانت المفاجأة لقد كان السيد سفيان مع مسؤول الحراس جاسم وحارسين آخرين.
عمت الدهشه وجهيهما والسيد سفيان تلعب الشياطين فوق رأسه من فرط الغضب.
يتبع…