عبق الإبداع: رحلة المستشكيل العالمي الدكتور عماد نافع بوابة للتواصل الثقافي العالمي


آمال بو حرب
تعد العلاقات الثقافية بين تونس والعراق نموذجًا يحتذى به في التواصل والتبادل الفني، حيث يجسد كل بلد ثقافة غنية تاريخيًا وفنيًا. تحتضن تونس تراثًا متنوعًا وعريقًا، بينما يتميز العراق بإرثه الحضاري والفكري الذي ساهم في تشكيل الهوية العربية. في هذا الإطار، يأتي دور المبدعين والمبادرين ومنهم المستشكيل العراقي الدكتور عماد نافع ، الذي يسعى لتوثيق هذه الروابط وتعزيز التعاون الثقافي من خلال مشاريعه الفنية.
شخصية د/عماد نافع الإبداعية ..
الدكتور عماد نافع هو واحد من أبرز الفنانين التشكيليين والمسرحيين تأليفا وإخرجا وسينوغرافيا في العالم العربي. يعتمد على موهبته الفريدة في التعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية من خلال أعماله الفنية، كما يمثل جسرًا بين الثقافات الشرقية والغربية. يُعرف بشغفه العميق للفن والأدب، ويبذل جهدًا كبيرًا في تعزيز الثقافة العربية في المحافل الدولية. بصمته الفنية تمتد إلى جوانب متعددة، حيث يسعى دائمًا للابتكار والتجديد. من خلال المزاوجة بين الفنون ..بدات مزاوجته الاولى بين التشكيل والقصيدة وله اصدارت بهذه التجربة ومنها ( حمى فوق ٤٠ م ) و ( فجر سوريالي ) و ( خارج نطاق التغطية ) ..سميت هذه القصائد ب ( القصائد البصرية ) ..وقدم لها الشاعر الكبير عبد
الرزاق عبد الواحد ..و امبراطورة الشعر آمال الزهاوي ..
وشدت تجربة المستشكيل الإبداعية شاعرة جربة التي كانت تبحث باستمرار عن قواسم مشتركة بين مختلف الفنون كما كان سائدا قديما…فكتبت عن هذه التجربة الفريدة، والجديدة، بل تابعتها بانبهار، جعلها تسعى لربط أواصر تعاون بين هذا الفنان العالمي، جزيرتها الساحرة التي تراها أجمل لوحة واحلى قصيدة وأعذب اغنية على مر العصور باعتراف كل من زارها…وكانت للمستشكيل محطة أولى في الجزيرة تمثلت في تشريفه بمهمة رئاسة لجنة التحكيم في مسابقة تشكيلية دولية نظمت لدعم غزة العزة ولبنان الكرامة.. في شهر سبتمبر من العام المنقضي تلتها محطة ثانية في موفى عام 2024
أنشطة المستشكيل بتونس :
اليوم الأول: العلاج والتهيئة الثقافية
بدأت رحلة التشكيلي والمسرحي عماد نافع في تونس بوقفة علاجية في العاصمة تونس حيث كان في استقباله اصدقاء من الخضراء، إذ شعر بأن هذه الفترة ستكون فرصة لتجديد طاقته الإبداعية. بعد الانتهاء من العلاج، قام بالتحضير للأنشطة الثقافية التي كانت تنتظره.
اليوم الثاني: حفل توزيع جوائز “ألوان الإرادة” بجزيرة جربة
في يوم السبت ٢٨ ديسمبر، كانت بداية الأنشطة الثقافية مع حفل توزيع الجوائز على الفنانين التشكيليين العرب الفائزين في مسابقة “ألوان الإرادة: من رحم الإبادة”، والتي أقيمت مؤخرًا في جزيرة جربة. خلال هذا الحفل المميز، الذي انتظم بالمركب الشيابي آغير المطل على البحر قام المستشكيل عماد بمنح قلادة “المستشكيل للإبداع”
والتي تم تصنيعها في مصر، لتسمى الجائزة باسمه ( المستشكيل) )لتوزع على المبدعين العرب .
كما تم تسليط الضوء على أهمية الإبداع العربي. في مواجهة ما تمر به الأمة من ظروف قاهرة…
شمل الحفل عرض فيلم قصير تسجيلي عن مدرسة “المستشكيل الفنية”، الذي لقي استحسانًا كبيرا من جميع الحضور. كما أقيمت فعالية فريدة تضمنت عرض لوحة جديدة للفنان عماد بعنوان : “موجة”، والتي رافقتها قصيدة تم تلحينها من قبل الملحن ستار البصري.و قدم العمل بطريقة مبتكرة عبر تقنية العرض الداتا شو.
اليوم الثالث: التحضيرات لمهرجان نابل الثقافي
في اليوم الثالث حرص المستشكيل على حضور اصبوحة ثقافية تمثلت في تقديم الشاعرة منيرة الحاج يوسف لكتاب بالغ الاهمية بعنوان الزيتونة تراث ثقافي هو فعاليات ملتقى دولي أقيم في منوبة حول الزيتونة من تنظيم جمعية تازامورت، تنسيق الدكتور عماد بن صالح أصيل الجزيرة، وبعدها، تعرف الفنان عماد نافع على المركب الثقافي بمدينة آجيم حيث التقى بالفنانة المسرحية المبدعة ضحى حجام واتفقا على مشروع عمل مونودراما يحمل عنوان (مراثي الفرح)
أما النشاط الموالي فتمثل في عقد اجتماع خاص لتحضير مهرجان نابل الثقافي المزمع إقامته منتصف هذا العام، حيث تم مناقشة البرنامج والية تطبيقه..الاجتماع ضم المستشكيل عماد والاستاذ مراد والشاعرة القديرة منيرة الحاج يوسف ..وتخلف التشكيلي الليبي احمد بلوط بسبب سفره .. وتم مناقشة تأسيس تجمع ثقافي عربي مهم .. يحمل اسم “مركز الإبداع العربي”. كان هذا التجمع يمثل منصة لتبادل الأفكار وتعزيز التواصل بين الفنانين والمبدعين من الدول العربية المختلفة.
الجولات الثقافية في جربة
بعد الاجتماعات، انطلق عماد بجولة ثقافية بصحبة الشاعرة منيرة الحاج يوسف إلى متحف التراث بقلالة في جربة. خلال هذه الجولة، أجريا عدة لقاءات مع مسؤولي المتحف، حيث نوقشت مسألة أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتطويره. وتم تناول فكرة إنتاج فيلم وثائقي يبرز معالم جربة الحضارية والثقافية. بعين عراقية
أخيرا تمثل رحلة المستشكيل عماد نافع في تونس تجسيدًا مثاليًا للتبادل الثقافي الغني بين تونس والعراق. بلدي الزيتون والنخيل
من خلال فنونه ومشاريعه، يسعى د/عماد إلى تعزيز الفهم المتبادل والتسامح الثقافي، مما يساهم في بناء جسر يربط بين الشعوب ويعزز التنوع الثقافي. إن رحلته ليست فقط رحلة شخصية، بل هي سياحة فنية لتعزيز الهوية العربية وإبراز قيمها الإنسانية والفنية.
واخيرًا اقدم هذه التحية على طريقتي إلى فنان وادي الرافدين ، بكلمات من القلب، صادقة شكرًا لكم على مبادراتك الرائعة وتحية إلى أهالي جربة وتونس الخير على حفاوة الاستقبال بالضيف ونواصل البناء معًا باذن الله نحو مستقبل مشرق يحمل في طياته تنوعًا ثقافيًا أصيلًا ولتكن مساهماتنا مصدر إلهام للجميع.