الأدب والشعر

سعاد والشمس …..قصة أطفال

زينب على درويش

زينب على درويش

في يوم من أيام الصيف الحارة، جاءت إلى القرية أسرة جديدة للسكن فيها، حيث أن والدهم المهندس صابر سيعمل في القرية. كان استقبال أهل القرية لهم حافلا بالحفاوة والحب. عند وصولهم إلى منزل العمدة، وجدوا عم حسن في استقبالهم، وقد أرسل معهم عم حماد إلى بيتهم الجديد.ومعه الطعام كنوع من الترحاب بهم
وعندما وصلوا للبيت تفاجأوا بأنه كبير وله حديقة مليئة بالزهور

قالت سعاد، الابنة الكبرى، وهي تشعر بالضيق: “الجوا حرارته مرتفعة جدا، أشعر بالحر وكأن الشمس تسكن معنا في هذا المنزل.” ضحك والدها وقال: “نسيت أننا ما زلنا في فصل الصيف؟”

وعندما انتهت العائلة من ترتيب أشياءها، ذهبوا للنوم بعد سفر طويل. استيقظوا على طرق الباب، ووجدوا مجموعة من الأطفال في استقبالهم. قالوا: “أهلا بكم في قريتنا الجميلة! نريد أن نتعرف على أولادك يا باشمهندس.”

خرج الأطفال للعب بالخارج واستمتعوا بوقتهم مع أصدقائهم الجدد. في اليوم التالي، اجتمعوا مع شروق الشمس وبدأوا يختارون ماذا سيلعبون اليوم

لكن عندما ارتفعت درجات الحرارة، قالت سعاد: “أنا أكره تلك الشمس. متى تذهب ولا تعود؟”

فأجابها الأصدقاء: “كيف تقولين هذا؟ الشمس نعمة كبيرة.” ولكن الشمس سمعت ما قالته سعاد وقررت أن تذهب ولا تعود.

عندما جاء موعد الفجر، استيقظ الجميع ولكن الشمس لم تأت . شعر الجميع بالقلق وقالوا: “إنها سعاد التي أغضبت الشمس.”

قال احد أطفال القرية ويعتبر اكبرهم سنا وهو مندهش : كيف سيكون يومنا بدونها وكيف سينمو زرعنا ، وبدأوا يتساءلون كيف يمكن أن يعيشوا بدونها.

قرر أهل القرية الاجتماع في الساحة الرئيسية لمناقشة ما يجب فعله. في هذا الاجتماع، توجه العمدة عم حسن بالكلام إلى الجميع قائلا: “علينا أن نفهم السبب وراء غياب الشمس، ونحاول معالجة المشكلة.”

تقدمت سعاد بخطوات مترددة وقالت: “أنا من أغضبت الشمس بكلامي. قلت إنني أكرهها وأتمنى أن تختفي.” شعر الجميع بالدهشة والحزن لسماع اعتراف سعاد.

قال أحد الحكماء في القرية: “علينا أن نفهم قيمة الشمس ونعتذر لها بصدق. فلنعد إلى منازلنا ونفكر في الطرق التي يمكننا بها التعبير عن امتناننا للشمس.”

في اليوم التالي، اجتمع الأطفال ومعهم سعاد، وبدأوا يكتبون رسائل اعتذار ورسائل حب للشمس، يصفون فيها كيف أن الشمس مهمة لحياتهم ولزرعهم ولأنشطتهم اليومية. قاموا بتعليق هذه الرسائل على الأشجار في الحديقة، وطلبوا من الشمس أن تعود إليهم.

في تلك الليلة، بدأت السماء تضيء بشكل خفيف، وأشرقت الشمس ببطء في الصباح. شعر الجميع بالسعادة والارتياح لعودة الشمس.

تقدمت سعاد وقالت بصوت واضح: “أعتذر يا شمس عن كلامي السابق. لقد تعلمت كم أنت مهمة لحياتنا وسعادتنا. نحن نحتاجك دائما.”

ابتسمت الشمس في السماء وأرسلت أشعتها الدافئة على القرية، وعادت الحياة إلى طبيعتها. أدرك الجميع أنه يجب عليهم تقدير النعم التي لديهم وأن لا يأخذوها كأمر مسلم به.

ومنذ ذلك اليوم، عاش الجميع في القرية بسلام وسعادة، يتعلمون من تجاربهم ويقدرون كل نعمة لديهم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى