المال نعمة أم نقمة
——————-
كلنا نعلم جيدًا أن المال زينة الحياة الدنيا وعصب الحياة، ووسيلة لتأمين متطلبات الحياة لينعم الإنسان بحياة كريمة ويحفظ له مكانة في مجتمعه، وهو رزق من أرزاق الله عز وجل الذي فضل به بعضنا على بعض، كما أن المال أثرًا جليًا في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية وزيادة الصلة، وذلك إذا ما أحسن استغلاله وتوظيفه بحيث يتحول إلى مصدر لسعادة الإنسان ونعمة إذا أحسن استغلالها.
ولا شك أن هناك كثير من الأساسيات تعتمد على المال ولكن توجد أشياء لا تُشترى بها أبدًا، ولا تخفى عن الجميع وهي السعادة والحب والصداقة والأخوة والصحة وغيرها، فما بال البعض أصبح المال نقمة عليهم؟! بسببه فُسدت العلاقات الاجتماعية وتقطعت الروابط الأسرية وفُقدت نعمة العافية وامتلأت أسرة المستشفيات ودور العجزة.
كم قصصًا رواها أهل المحاماة وشهدت لها جدران المحاكم وكم من قضايا اكتظت بها، لقد تقاطعوا الأخوة بسبب الميراث، وكاد البعض منهم يفقد صحته بسبب النزاع حوله!!؟ وكم من بيوت هُدمت وتقاتلت بسببه، بالأمس كانوا يد واحدة واليوم غرباء.
فما هو مفهوم المال في نظر من يتصارع من أجله! هل سأل نفسه “هل المال جلب لَهُ السعادة؟”.
كلنا نعلم أن السعادة هي الشعور بالرضا والقناعة بما كتبه الله عز وجل ، وفي معظم مواقف الحياة يمكننا أن نكون سعداء بطرق مختلفة بالقرب مع من نحب، أو القيام بشيء نحبه لأنفسنا وللآخرين بإسداء معروف لشخص ما، تفريج كربة ، مواساة حزين، الرفق بالحيوان، وغيرها من الأشياء التي تجعلنا نشعر بالرضا والسعادة وراحة البال لتصبح حياتنا أكثر سلامًا وراحة وتفاؤلاً.
هل معقول يخسر بعضهم البعض من أجل حفنة دراهم؟ ويكون في صراع دائم ومشاكل لا تنتهي إلا بفقدان أحدهم أو تشتتهم أو قطع الصلة ولا ينفع بعدها الندم، لو المال هو الرزق فقط لأصبح كل البشر يكنزون الذهب والفضة ولا حاجة أحدًا لأحد وإنما هي فتنة ليختبر بها العبد فيما ينفقه ولما أنفقه وليس لنخسر من أجله من نحب، و ينبغي للجميع أن يدرك أنه لا يمكن أن يشتري السعادة بل يمكن أن يكون سببا للبؤس والمعاناة، احتووا أحبتكم جيدًا فالمال يذهب ويعود ولكن هم لن يعودوا!