تروما


صدام حسين هزازي
يحكى أن أحد الأغبياء ذات يوم ، عثر على قطعةٍ ذات بريق . وبعد أن أخذ يقلّبُها أومأ مستنكراً ثم وضعها في جيبه . تارة يرميها على الأرض ، وتارة يركلها صوب الجدار ، وتارة يلقيها على السرير . لا يدري من تكون وأين تكون ؟
الغريب أنها لم تنكسر رغم ركلِها ، ولم تُخدش رغم سحبها ، ولم يخفت بريقها رغم السنين . مازالت بنفس طلتها كل شيء فيها أجمل مايكون إلا مقتنيها . فالجمال في أيدي العابثين ، كالموز في أيدي القردة .
ليس الزُهد في سعرها فهي لاتقدر بثمن ، بل البُخس أن تهين نفسها . كلما رماها مقتنيها أبخست قيمتها واستلقت فوق السرير . فإن كان جهل الغبي عيب ، فبخس الذات مع العلم عيب لايغتفر .
من وهبكَ الحياة هو من يستحقُ أن تموت من أجله . ومن يبخس جمالهُ يَقْبَل سعر الغشيم . إن كان الغبي يرى قطعة الألماس ( كسرة زجاج ) للأسف ، فالمؤسف مَن يقبل سعر الزجاج ومعدنه ألماس .