الأدب والشعر

حقيبة سفر   

مريم الهوتية 

مريم الهوتية 

أنا المدفونة تحت الرمال في ذلك البيت القديم

آثار أقدامي

الساكنة في مرآة ذلك الصندوق ذاكرتي

أنا المنسوجة في ثوب العيد الجديد ابتسامتي ..

في حقيبة السفرالقديمة

ومنارات المساجد المرسومة،

وهلال العيد

يسبح في عيني  كز ورقٍ

في بحر ذاكرتي

آه ما أجمل ذلك الصندوق

الغارق في عيني

خبأتُ كل الأحاديث

وجميع الراحلين فيه

خبأت نعالي الصغيرة

وثوبي الأصفر

ورائحة بخور أمي

وسيجارة أبي

آه كم أشتاق إلى ذلك الدخان

الذي كان يغطي وجهُ أبي

و أنا متربعة ٌ أمام صندوق عجائبي

لمحتُ مذكرة صغيرةزرقاء

إنه العالم الا٦خر لأخي الراحل

كنا نراها

ولم نتجرأ لمسها

كنا نحترم الخصوصية

ونقدس الأسرار

عجيبٌ هذا الصندوق

يحمل سنين طفولتي

ألمح ُ مشطاً غير عادياً في جيبه

آهٍ من جيب الصندوق

كان يسع مشطاً عاجياً ومكحل العين ِ

و صديقاتي والضحكات..

كان يحمل هواء مدينة كبيرة

كلما عدتُ من حيثُ أتيت

اوزعها على تلك القرية الصغيرة

لاُشبع

قلوب ساكنيها فرحة عودتي ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى