الأدب والشعر

في ظلال المهديّة

د. آمال بو حرب 

د. آمال بو حرب 

في ميناء المهدية

ألتقينا على صهوةِ الموجِ..

تحمل الأيام أعباء

معارك تئن بالحب والدموع..

عيناكِ يا إبنة المعز

تحكي عن أمة مشت على نارِ المذاهب والصعود..

سألتها: أين الخيول التي تركع لصهوة البيوت؟

قالت: تحت الرمال ترقص أظلافها وتعانق التراب

العتيق  .. هذه المهدية مهد الملك

بانت بسيفٍ من نورٍ وسفر مفقود

فانثنت كالنسرِ تحمي أفقاً

شدت بأطنابِ البحرِ والجبال..

فاطميون

مشوا بالظلام يخطون دولةً

والعرش يحمل أضلاع الفصول..

هذه القلعة

تحفظ آهات الأسرى وأصوات الندى

وصواري الزهراء..

تحمل أسرار الخليل

وتنفث عطر الحكم

والناس تخشى ظل المعز!

لو مشى

لانسحبت أذيال الشهب..

سرنا وأمواج المتوسط

تحمل أحلام الخليفة

والجاريات تجر خلخال الملك

والخطوب..

بجناحي نسر

يرفل في العراء دوحة الأزهار

يروي للنخلة:

أن الحق لا يموت

حين راودتني بلمسة من السماء

قالت:

أقرأ على جباه المنارات مجداً

منسياً..

فمسحت بالياسمين جرحاً على صدر قرطاج

وهمست:

صاغوا التاريخ بالكتاب

سحائب جود

حملوا في الأعناق أصفاداً

وفي الأكف قبضات المجد المحتوم

وعندما ودعتها، صلت مآذن الزيتونة

وانكسر الفجر على أعتاب العيون…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى