الأدب والشعر

أمي أنا هنا..!…الفصل الأول

مريم دغريري 

مريم دغريري 

عندما نحلم ونخطط وننظر إلى البعيد  لانفكرفيما ينتظرنا من عوائق  كما هو الحال مع سعاد خريجة كلية الهندسة أحتفت أسرتها بتخرجها كانت مسرورة مثل قريناتها من الخريجات ، و وزعت الحلوى بين الحضور وكان كل تفكيرها متى تحصل على فرصة عمل بعد عناء وتعب الدراسة ، و بعد أيام  تقدم لخطبتها زميلها المهندس أحمد وقدتم الزواج بعد أشهر قليلة بعد أن حصل احمد على وظيفة في منطقة بعيده عن سكن عائلته وعائلة زوجته ..

وبعد أستقرارهما بدأت رحلة التعرف على المدينة الجديدة و على الجيران

وفي هذا الوقت مازالت تبحث سعاد عن عمل ولكن لم يحن الوقت للعمل بل حان الوقت لتأتيهما وأسرتيهما بشرى حملها بالمولود الأول ؛  الذي سمي  زين و بعد الولادة كانت تقضي وقتها مع طفلها حتى عودت أحمد من العمل لقد كان حب سعاد الشديد لزين حديث عائلتها ؛  الجميع يعلم مدى تعلقها به والحرص على عدم بقاء أحد بالقرب منه كثيرا وذات يوم أرادت أن تذهب إلى السوق لكي تجلب بعض الأغرض للمنزل من أجل إعداد وجبة الغداء  ؛ ترددت كثيراً في الخروج مع الطفل ولكن فى النهاية  قررت بقاءه عند الجيران حتى تعود و عندما أقتربت من الباب نظرت إلى وجهه رق قلبها له ثم فوراً تراجعت إلى الخلف و قررت اصطحابه معها ..

انطلقت تقود سيارتها وهي لاتعلم مالذي يخبئه القدر لها كان زين مثبت بالمقعد الخلفي و هي تقود بهدوء مع  إطلاق نظرها هنا وهناك حيث كانت السماء تمطر و الأ شجار على جنبات الطريق كثيفة  و في أثناء اقترابها من بعض القرى توقفت السيارة بعد أنفجار العجلة الأمامية خرجت مسرعة تبحث عن المساعدة فلم تجد عادت تركض  لكي تحمل زين وتذهب إلى القرية القريبه من مكان وقوفها لعلها تجد مايسرها ولكنها تفاجات بعدم وجود زين داخل السيارة جن جنونها ؛  وبدأت تصرخ وتنادي زين زين.. ولكن دون جدوى سقطت على الأرض و لم تفق إلابالمستشفى بعد أن أنقذ حياتها أحد المارة،  و عاشت سعاد وزوجها أحمد لحظات قاسية امتدت لأيام وشهور في بحثهما عن فلذت كبدهما لقد أصبح المكان الذي خطف فيه زين مكان لتخفيف عن عذاب قلبيهما كانت تكتب الرسائل وتحضر ألعاب الدمى وتبقيها في هذا المكان ثم تغادر المكان هي وزوجها ترافقهما الدموع الحارقة والأمل البعيد ..

زاد حزن سعاد كثيراً حيث كانت تسمع صوت ولدها في أرجاء المنزل و تركض بحثاً عنه ثم تتبعها والدتها وتحضنها بشدة وهي تبكي أمي أخبريني أين زين وتبادلها الأم بالدموع لا أعلم يا عزيزتي لكنني أشعر بأنه سوف يعود عما قريب

أصبحت والدتها تقيم معها  خوفاً عليها من شدة الحزن و الإنطواء وأنقضت الأعوام الستة عشر عام يليه عام مصحوبة بذكرى الألم الذي لاينسى وبينما أحمد في عمله دخل عليه مديره وأخبره بأنه رشح لذهاب في مهمة عمل في إحدى القرى المجاورة من أجل الإشراف على مشروع سكني هناك ولم يكن أمام المهندس أحمد إلا الموافقة على الذهاب حيث كانت بالنسبة له فرصة ذهبية من أجل تحسين مستوى المعيشة …

 

يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى