“ساعة الوداع “


ريم العبدلي -ليبيا
يقتلنى حزن تلك المرأة العالقة فى صندوق ذكرياتها عندما سألتها ماذا بك؟!
قالت والدموع تنهمر على خديها: بداخلي جبل من الحزن لا أعرف كيف أتخلص منه ، ينطبق على قلبي وأكاد ألا أتنفس،سألتها ما هذا الحزن الكبير الذي جعل قلبك يعتصر إلى هذا الحد؟!
قالت :-إنه حزن الفقدان ،فقلت لها: عن أي فقدان تتحدثين ليجعل حياتك غيمة سوداء يحيط بعقلك وقلبك المسكين؟!
أجابتني وهي تنهار من البكاء، وهل يوجد حزن أكبر من فقدان الأب والأم والأخ ، هذا القلب البائس يحمل أحزانا كل منهم على حدة، فقد فقدت كلا منهم بطريقة تختلف ونزل الألم على قلبي كصاعقة شقته إلى ثلاثة أجزاء؛ كل جزء يحمل بداخله ألما مختلفا ، وكان القدر المحيط بي هو قدر الموت حتى يجعلنى فى عالم الوجع ،
هذا الموت حجب عنى رؤية الأشياء كما يجب أن تكون ، حتى الفرح يوجد به جزء مظلم ، والسعادة ينقصها الفرح ، والحلم ينقصه الأمل،
سألتها ومرارة السؤال على لساني، إلى متى تجعلين هذا الوجع يحيط بك؟!! ، قالت وكأنها تلتقط أنفاسها الأخيرة: إلى أن تحين ساعة الوداع.