مقالات

الشعبانيه الصوريه في سلطنة عُمان

ريم الحشار

ريم الحشار

 ((لك هوى يرد لي الروح يا ديرتي ويا مقصد فؤادي)) 

ليلة الرابع عشر من شعبان ، تصبح فيها ريم الصغيره بعد صلاة الفجر وترتدي الزي الصوري التقليدي المعروف متزينة بالحناء الذي خضبت به يديها ورجلها. 

وترتدي الخريطه وهي عباره عن قطعه قماش بيضاء مائله إلى الأصفرار تكون قد حيكة للصغار لتعليقها على الأكتاف لجمع النقود التي يجنوها في ذلك الصباح. 

تنطلق ريم الصغيره بصحبة أبناء أعمامها وأخوالها وأبناء الجيران لبداية فعالية الشعبانية وهي متزينه بالزينه واللباس التقليدي لترتاد بيوت الجيران والأهل والأصحاب . فيها تكون أبواب بيوت مدينة صور العمانية مفتوحه للجميع لإستقبال الصغير والكبير.

فتدخل ريم ورفاقها وتسلم في ذلك المنزل على الخاله أو العمه أو المسنه والتي أعدت الأموال لتقسيمها على الأطفال؛ والتي تسألها سؤال مهم! الا وهو: 

وعليكم السلام بنتي، أنتي إبنة من ؟

 لتُعرف ريم الصغيره بأمها وأباها للمرأه في ذلك البيت: وهُنا تكمن رمزيه كبيره، وهي أن أبناء صور بالعموم تجمعهم علاقات نسب وقرابه فتتعرف فيها ريم على أهلها الذين لم يسبق لها رؤيتهم. وتكون صاحبة المنزل في كامل زينتها وكأنه يوم عيد. غير أن الإختلاف يكمن في أن الكبار يصومون ويعدون الولائم لتقسيمها في وقت الفطور وعند صلاه المغرب بما يسمى بال “الثواب” أي صدقه الطعام التي توزع عن الأرواح التي غابت وصدقة عن أهل البيت. 

 

وأن من الضريف أن ريم كانت في أغلب المنازل تُميز بمقدار المبالغ الماليه، فيضاف لها مبلغ أكثر مما كان يحصل عليه رفاقها ! وهو لتميز أهالي المنازل التي ترتادها لذلك. فبعد تعريفها لنفسها ، تهرع لتركض للخارج لاللحاق برفاقها فتناديها المسنه ريم تعالي : لتضيف مبلغا آخر في غنائم ريم من الشعبانيه. 

 

ويستمر هذا الحال والأطفال يلعبون ويفرحون ويعدون الأموال التي حصلوا عليها. ويتباهون بين بعضهم في من حصل على المبالغ الأكثر في مشهد سعيد ولطيف وباهي. 

 

ثم تعود ريم الى اهلها لتحكي لهم أي المنازل زارت وكم كانت غنيمتها ، وتنام ثم تقوم وتأكل ألذ الطعام الذي أُعد للثواب لتنتهي في ذلك اليوم فرحة الأطفال ولا تنتهي فعالية الشعبانيه الكبار؛ والتي تستمر حتى منتصف الليل وهم يتقربون إلى الله ويذكرونه ويستغفرونه طلبا للعفو والغفران .

 

هكذا كانت ذكرياتي الصغيره والتي يسعدني كثيرا رؤيتها كما هي وأهل صور العفيه يحافظون على الموروث الشعبي والديني ويعلمونه لابنائهم والاجيال. في صوره إجتماعيه ولُحمة ثقافيه تدمج بين الثبات على المروث والاصاله وتكريس العادات الاسلاميه والاجتماعيه الجميله.

الشعبانية: موروث شعبي يتم الإحتفال فيه في الرابع عشر من شعبان ويُقام في ولاية صور العمانيه. وتتحدث الأقاويل أن في هذا اليوم تُرفع الأعمال إلى السماء. وهناك أقاويل تُرجع السبب بالأحتفال لليوم الذي تغيرت فيه القبله من القدس الشريف إلى مكه المكرمة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى