حوار مع الإعلامي مصطفى سمير بخش: أسرار التقديم الإذاعي وتحدياته


ريان نور - فاطمة العمري
يسعدنا اليوم أن نستضيف الإعلامي المميز مصطفى سمير بخش، معد ومقدم برامج في إذاعة جدة، الذي قدم الكثير للإذاعة وأسرت قلوب المستمعين بصوته الرائع وأسلوبه المميز. في هذا الحوار، سنكتشف معه أسرار التقديم الإذاعي وأهمية التفاعل مع الجمهور، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في هذا المجال. كما سيشاركنا بكلماته الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة.
س: حدثنا عن التقديم الإذاعي؟
ج:التقديم الإذاعي هو أكثر من مجرد نقل صوت أو تقديم محتوى، هو فن بناء علاقة مع المستمع، بحيث يشعر وكأنه جزء من الحديث. في برامجي، خاصة “صبح ومسا”، أحرص على أن يكون التفاعل طبيعيًا، وأن يشعر المستمع أنني أتكلم معه مباشرة، بأسلوب بسيط وقريب من القلب، لأن الإذاعة في النهاية هي الوسيلة التي تجمعنا جميعًا بصوت واحد.
س: المستمع للإذاعة فقط يسمع الصوت ولا يشاهد الصورة، نود أن تحدثنا عن العمل الذي تقومون به لإخراج عمل إذاعي يجذب المستمع؟
ج:في غياب الصورة، نعتمد على الصوت بكل تفاصيله: نبرة، إحساس، مؤثرات، موسيقى، حتى السكوت أحيانًا يكون جزءًا من التعبير. في برنامجي “صبح ومسا”، نحرص على تقديم محتوى متنوع يجمع بين الطابع الأسري والتفاعلي، حيث نخلق أجواء تجعل المستمع وكأنه يشارك معنا في الأستوديو. والنجاح في ذلك يتطلب إعدادًا قويًا، وتنسيقًا دقيقًا، لضمان أن كل لحظة في البث تحمل قيمة للمستمع.
س: هل هناك صعوبة في العمل الإذاعي؟ وما هي؟
ج:التحديات كثيرة، وأهمها أن المذيع هو كل شيء أمام المايك، فلا مجال للخطأ أو التراجع، خاصة في البث المباشر. أيضًا، الحفاظ على انتباه المستمع وجعله يشعر بالتفاعل ليس بالأمر السهل، لذا يجب أن يكون المذيع حاضر الذهن دائمًا، سريع البديهة، ويعرف كيف يخلق الحوار الجذاب. في “صبح ومسا”، نواجه هذا التحدي يوميًا، ونعمل على تقديم محتوى يجذب جميع أفراد الأسرة، لأننا نؤمن بأن الإذاعة ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل منصة تواصل مجتمعي حقيقي.
س: نود أن تعرفنا عن عمل المذيع الإذاعي من خلف المايك؟
ج:المذيع خلف المايك يقوم بأدوار كثيرة، فهو ليس مجرد صوت، بل هو مُعد، ومخرج، ومدير للحوار. قبل البث، هناك بحث مكثف، واختيار دقيق للمواضيع، وتحضير للأسئلة، خاصة في البرامج الحوارية مثل “صبح ومسا”. أثناء البث، يكون التركيز في أعلى مستوياته، لضمان سلاسة التقديم والتفاعل مع المستمعين. وبعد البث، يأتي التقييم، والعمل على تحسين التجربة الإذاعية باستمرار، وهو ما ساعدني في تحقيق جوائز على مستوى الوطن العربي، مثل الجائزة الفضية من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عن برنامجي “شباب الرؤية” عام 2021، وبرنامج “سفراء الخير” عام 2022، وأيضًا جائزة الشراع الفضي من مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون عن برنامج “صبح ومسا”.
س: اليوم العالمي للإذاعة، ما هي كلمتك بهذه المناسبة؟
ج:في هذا اليوم، أوجه تحية لكل من عمل في الإذاعة وساهم في استمرارها كوسيلة إعلامية قريبة من الناس. الإذاعة لم تتراجع رغم التطور التكنولوجي، بل حافظت على مكانتها لأنها صوت الشعوب، ورفيق كل شخص في رحلته اليومية. وأفتخر بأنني جزء من هذا المجال، وأنني استطعت من خلال برامجي أن أقدم محتوى يحظى بتقدير المستمعين، وأيضًا بتكريم عربي وخليجي، ما يعكس أن الإذاعة لا تزال مؤثرة وقادرة على صنع الفرق.