مقالات

مجاهدة النفس ديدن المؤمن

عائـشــة أحمد 

عائـشــة أحمد 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن نسائم رمضان وأجواءه ترفرف بسعادة

على قلوبنا بمشاعر لا توصف حامدين الله

على نعمائه طالبين منه أن يبلغنا رمضان

نحن وأحباءنا والمسلمين لافاقدين ولا

مفقودين أعزائي ما أسرع ماتنقضي أيام

رمضان بل وما أسرع أن ينقضي العمر

وتنتهي الحياة .. لذلك الحرص على

أوقاتنامن أن تمتلئ بما ينقص الحسنات

ويضيع الأجور ،، المؤمن الفطن يحافظ

على مايجمعنا من الحسنات ويحذر من

ضياعها ..فالحذر الحذر من الكبائر

والمحرمات الخفية التي تباغتنا بالحياة ،

والتي منها كمثال لا للحصر الإستماع للغَيرِ

بنيَّةِ نقْلِ الكلامِ مِن الصِّفاتِ المذمومةِ؛

ولذلك أخبَرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

بأنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ، والقَتَّاتُ :

مِن قَتَّ الحديثَ يقُتُّه قَتًّا: إذا تَسمَّعَ

إلى حَديثِ شَخصٍ فنقَله إلى غيرِه

بقَصْدِ الإفسادِ بيْنهما، ويُطلَقُ عليها

النميمةُ، فمن فعل ذلك وهو يعلَمُ أنَّه

حرامٌ تحت تأثيرِ نَزغةٍ شَيطانيَّةٍ، فهو

فاسِقٌ عاصٍ، لا يدخُلُ الجَنَّةَ حتى يعاقَبَ

على جريمتِه هذه بالنَّارِ، إلا أن يعفوَ اللهُ

عنه، أو يتوبَ من جريمتِه؛ وذلك لأنَّ

النميمةَ ظاهِرةٌ عُدوانيَّةٌ خَطيرةٌ تُفَكِّكُ

المجتَمَعَ، وتقطَعُ العلاقاتِ ، وهي وليدةُ

الحقدِ والحَسَدِ؛ ولهذا كان النمَّامُ بغيضًا

إلى نفوسِ العُقَلاءِ مَنبوذًا عندهم، لا

يرتاحون إليه.قد أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ 

عليه وسلَّم أنَّ شِرارَ عبادِ اللهِ المشَّاؤون

بالنميمةِ، المفَرِّقون بين الأحِبَّةِ، كما أخرجه

أحمدُ.وقيل: كُلُّ هذا المذكورِ في النميمةِ

إذا لم يكُنْ فيها مصلحةٌ شَرعيَّةٌ، فإن دعت

حاجةٌ إليها فلا مَنْعَ منها، وذلك كما إذا

أخبَرَه بأنَّ إنسانًا يريد الفَتْكَ به، أو بأهْلِه،

أو بمالِه، أو أخبر الإمامَ أو من له ولايةٌ بأنَّ

إنسانًا يفعَلُ كذا، ويسعى بما فيه مَفسدةٌ.

وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن نقْلِ الكلامِ بنيَّةِ

الإفسادِ.وفيه: بيانُ أنَّ النميمةَ كبيرةٌ من

الكبائِرِ؛ لأنَّ هذا الوعيدَ الشَّديدَ لا يترتَّبُ

إلَّا على ارتكابِ كبيرةٍ.

غير ذلك لن يستفيد النمام إلا خيبة الأمل

مثل الحاسد مايزيد المحسود إلا رفعة

ونصر من عند الله .

فليطهر الإنسان قلبه من كل خصال تمس

كمال الإيمان أو تنافيه وهذا هو الأصلح

للقلوب مجاهدة النفس لاصلاحها …

وهذا هو ديدن المؤمن عافانا الله وإياكم

فلتكن مواسم الخير والطاعات وشهر

رمضان الكريم منطلق لجلاء النفوس

وتطهيرها وزيادة نورانيتها نسأل الله

القبول لصالح الأعمال و أن يبلغنا رمضان

وهو راض عنا ويتقبل منّـاالصيام والقيام

وصالح الأعمال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى