صراع العمر


مريم عبدالرحمن الهوتي
أعظم صراعٍ يقوم به الإنسان هو الصراع مع العمر،
يمر بنا العمر بمحطات ومواقف وظروف وأسباب
تجعلنا نشعر بالتعب .. نعم نحن نبذل جهداً كبيراً
وجهداً طويلاً، في الحركة والعمل وهدر التفكير ونزف
المشاعر .. لكن هذا لا يعني إننا نصبح عاجزين على
الوقوف عند محطة هذا الشعور..
ربما نخشى من العجز حين يخيفنا ألم الركب.. ضعف
البصر.. وضعف السمع.. يخيفنا الشعر الأبيض.. تخيفنا
الأرقام والتواريخ.. يخيفنا الحنين إلى الماضي..
يشعرنا الحنين بأننا لم نعد نصلح أن نخلق ذكريات
جديدة ومغامرات رائعة كمغامرات الطفولة و الشباب.
كل ذلك العمر يصبحُ مجرد ذكريات نحّنُ إليها وتلمع
أعيننا حنيناً ، او ربما الشعور بأننا كبرنا هو الذي يختل توازن خفقان القلب..
نحن نختار نهايتنا دون أن نشعر.. ودون تفكير ونصبح
فعلاً عاجزين على خلق مغامراتٍ متوازنة سعيدة..
نعم تتغير الملامح و نشتكي من ألم الركب.. ويضعف
البصر ويقل السمع ويظهر الشيب وتتصاعد الأرقام
وتتغير التواريخ إنها أمور طبيعية في حياة البشرية،
لا مفر منها والجزء الأهم الذي يجب علينا أن نلقى
عليه اهتمامنا الأكبر هو القلب ،
القلب وطن الروح والأمنيات والسعادة ، إما أن نعمره
أو نحطمه ، والفكر هو القائد لهذا الجسد ومصنع الذكريات ..
فلنكن على يقين بأن المنهاج الذي كنا نعيشه سوف نلقاه في المحطه الأخيرة من العمر..