غربتي الحالمة
قلم : لمياء عبدالله النفيعي
مكة المكرمة
نص نثري
اشتقتُ
لِشروق الشمس
وقهوة الصباح ..
وهدوء الليل ..
ونجمة المساء ..
و هزيز الرياح..
اشتقتُ
لِزخات المطر ..
وتساقط أوراق الشجر ..
وندف الثلج ..
وزمهرير الشتاء ..
اشتقتُ لغربتي ..
ووحدتي ..
وأضواء مدينتي ..
ولدار خُفقت فيهِ
روحي ..
اشتقتُ ..
لظل شجرتي ..
وضوء نافذتي ..
وجرجرة مدفأتي ..
ومذاق قهوتي ..
و مداد محبرتي ..
وصدى ضحكتي ..
افتقدتُ
صوت جرس
بائع الحليب
وهو قادم من بعيد ..
وطرقات
ساعي البريد
و معه رسالة
من الحبيب ..
افتقدت غربتي
التي تسكن أعماقي
برغم الضجيج الذي حولي ..
كأنها تتنفس في شرايني ..
ويخيل إليّ أنها تناديني ..
اشتقتُ لأيام لن تأتي ..
يشدني الحنين إليها
عند صحوي ويقظتي ..
برغم يأسي وطول انتظاري
وأعلم بأننى لن أعود إليها
وأوهم نفسي
بأحلام كاذبة تراودني
بأنني مازلت أعيش
في الغربة !!
التي علمتني من أنا !
وأن أميز صديقي
من عدوي ..
واكتم ألمي
الذي ينبض
بداخلي ..
وأنثر ابتسامتي ..
وكيف أصنع ذاتي
فما أجملها من غربة !!