خواطر الثريا
كاتبة جده
كثيراً ما نظهر عكس ما نخفي كي تمضي بنا الحياة ولا نتعثر .
قد ابتسم وأنا مهموم ، وقد اضحك من وجع وأنين ، قد أبدو هادئاً وأنا أشعر أن العالم كله
متكئ على قلبي ، قد انطق بالصمت وأنا أكثر الناس ضجيجاً من الداخل .
أنا متعبة ولكن أبدو قويّة والناس يروني قويّة
لكن بداخلي بُركانِ ثائر وكأن شيئا لم يكن .
الناسُ اعتادت رؤيتي مبتسمة .
احتاج يداً حانية تحملني من حين لآخر
فقد رحل من كان يظللني بحنانه وحبّه
من كان يمد يده كي ينقذني من براثن
الألم والقهر ، كنتُ أميرةُ في قلبه لا يتحمل شوكةُ تؤلمني .
الناس يظنون أن ظهري جدارُ لا يلين ، من قال
أن روحي لا يعكر صفوها وأن قلبي لا ينكسر
مثل جرّة طين ، الله يعلمُ أني لم أخلق
بقلبٍ من حجر ، يعلم أن بقائي على هذا الثبات
لم يكن سهلا كما تتخيلون ربما لم اطلب من
أحدٍ أن يمسح دموع الحزن ولم اوقف أحداً
أتكئ عليه كي اهدأ واستّكن .
اعتقدتُّ أني قادر على شق طريقي دون الاستناد على كتف أحدهم لكني لستُ بقلب
قويّ يتحمل كلّ شئ بل صاحبُ صمتُّ خفيّ
قادر على كتم كل شئ .
ابتسم كثيرا وأضحك كثيرا لن يشعر بي أحد
لطالما تظاهرتُ بأن كلّ شئ على مايرام
فلا أحد يعرفني ليكتشف من عيني ما أعانيه
وما يحتويه قلبي من قسوة الأيام .
الإنسان لا يموتُ دفعة واحدة وإنما يموت
بطريقة الأجزاء كلما رحل صديقُ مات جزء
وكلما غادرنا حبيب مات جزء، كلما قتل حلم من أحلامنا مات جزء ،ثم يأتي الموت الأكبر
ليجد كل الأجزاء ميته فيحملها معه ويرحل .
الموت الأكبر فاجعة كبرى من أعظم الفواجع
لا يستطيع الانسان أن يتحمله فيسقط
مغشيّا عليه كل مرة ، الى أن يسقط أخيراً لا يستطيع الوقوف بعدها وتكون نهايته .
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل
لآخرتك كأنك تموت غدا .