(أضرار المدح على الممدوح )

 

كل فرد منا نحن بني آدم مهما كان مستواه أو شكله أو عرقه أو لغته أو لونه أو صوته قد يسعى لإثبات وجوده أو لنقل حضوره ضدا أحد وهذا تأكيد على أن الإنسان حضاري بطبعه ولا يسعى بعضنا لتغييب هذا الحضور فقد يكون هناك نقص معين فيه وقد يكون سبب له تهميشا وتغييبا لما لا دون لامبالاة فيحتاج حينئذ إلى من يمد له يدالمساعدة للخروج من الدوامه ويتداخل موضوع المدح مع الذم في نفس الوقت فالبعض يتبادلان المدح بين الثقة بالنفس واستدراك الكمال ..

فالمدح هو إحسان الثناء على المرء بما له من الصفات الحسنة وهو ذكر المحاسن والثناءالجميل ولا يستلزم المحبة فالمدح هوذكر المحاسن بمقابل وبدون مقابل أختياري وغير أختياري ونتساءل كيف يمكن للمدح أن يصبح ذما والذم مدحا مع أن القصد قد يكون إما إيجابا أو سلبا وقبل الاعتبارات المادية والظواهر الاجتماعية وشعور النفس بالكمال وهذا ما يمكن وصفه بالأنا والأنا تطلب دائما  أن تكون هي الأعلى أعلى على المستوى الفردي وأعلى على المستوى الجماعي وهذا ما يمثله الطموح الذي يسعى للحكم والتحكم وإصدار الأوامر والنواهي ..

والكمال حسب القيمة التي تعطى للأشياء في المجتمع فقد يكون الأمر متعلقا بالظواهروالمدح في مثل هذه الحالات تكون مرحلية ومتغيرة بل ما يعتبر ممدوحا في مجتمع قد يكون مذموما في مجتمع آخر لكن الكمال الذي يورث السعادة لدى الممدوح حين مدحه يتعلق الأمر بمسألة غير محصورة قد يتعلق بمستواه العلمي أونزاهته ودقة صنعته وخبرته فإن الإنسان ربما يكون شاكا في كمال حسنه وفي كمال علمه ورجاحه عقله ..

إذا كان المادح من المستوى الرفيع ومن علية القوم علما وشرفا ومكانة فإن هذا المدح سيكون كمالا للممدوح لكن إذا كان المدح لمن ليس لهم إلمام بالمستوى أو التخصص الذي يعتمد عليه الممدوح سيصبح مؤلما للممدوح إن كان فعلا هو من مستوى رفيع أما إن كان متقمصا لشخصية عالم أو مفكر أو ولي صالح أو طبيب مختص وهو ليس له من ذلك سوى الادعاء والتطفل فإن المدح حينئذ قد يزيده غرورا وبطرا وتكبرا فيكره المدح لأنه يشعره بنقصان نفسه فبقدر ما كان المادح له قيمة ازداد الممدوح فرحا واغتباطا ..

قد يكون المدح له انعكاسات مادية أو معنوية على المستوى الفردي أو الاجتماعي فتجد المادح يستعمل أساليبه الفنية والنثرية والشعرية والمتمسكنة حتى يحصل له التمكن من قلب الممدوح وقد ينقلب في لحظة
ويمكن إدراج الوسائل الإعلامية في الإشهار والتشهير بحيث يضربون عصفورين بحجر الأول كسب قلب الشخص حيث العطايا والهدايا والثاني الترويج وملك قلوب العامة بتحريك العواطف قد تكون صحيحة أو وهمية المهم أن يصل إلى القلوب والمشاعر ..

قد يأتي المدح من شخص من ذوي المكانة العالية علميا وإداريا معروفا وغير مقتنع علميا أو سلوكيا بممدوحه فيستَغل هذه التجمعات فتجده يستسمح ويتمدح فتكون في النهاية المصيدة وقديكون المادح والممدوح من الصادقين والصالحين فعلا فيكسب المستمع وده وفضله وينتفع به مع وجود مانع أخلاقي لدى الممدوح كالحياء والحشمة وعدم الجرأة على إبراز مواهبه أمام الجمهور فعلى الفاهم والحاذق أن يفهم متى يمدح ومتى يذم و لا نحصي ثناء عليك يا الله فأنت كما أثنيت على نفسه..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى