قال لي الزمن
ثريا دهلوى
قال لي الزمن : قفي هنا انثري كل أفكارك
وجافي ذاكرتك ،واتركي هذا السواد
ضاقت الأرض عن احتواء أبجديتي
فتحتُ قلبي ورشقتُ كل مكنوناته
حينها شعرتُ أنني قلتُ كلّ شيء ، كلّ ما احتاج
أن أقوله ، أحلام كثيرة ،وآهاتّ دفينة سطرها الزمن ، ودفنتها في اللا شعور ، لكنها تأبى أن تغادر ذاكرتي لأنها من سويعات الليل ونور الفجر ، وحبّ العمر الذي لا يبارح مخيلتي .
شعرتُ باحتياجي إليك حبّك أخفيه في زوايا
قلبي وبين أضلعي وتدثر بلحاف الوقت .
اغفو على صوتك ، قلبي يفتقد نبضاتك
ليسكب فيه الدفء ، بعد أن تركه غيابك
يتخبط في العراء ، أما روحي تحتضر تحت وطأة الخوف .
فقدتُّ الأمان والحب ،كل شيء ضاع في لحظة
عقارب الساعةُ لا تنفك عن الدوران .
وكأنها تسأل : أين الحنان ؟ أين ذاك الزمان ؟
لقد تغيّر كل شيء فينا وحولنا ، لأن الشوق والحنين زادنا .
جمعتُ كل الأيام الماضية والحاضرة في رفوف ذاكرتي ، كنتَ لي أيام كان الحب لي أمل الدنيا.
البستَ حياتي رداءً أخضر ، فرشتَ طريقي بالورود فازهر ،عطرتني برائحة المطر .
أضحت أصابعي عصافير لاتعرف سوى التغريد
وحول عنقي سلاسلُ من أمل بعيد .
أراك في كلّ الوجوه ، كلّ الزوايا أرى صورتك
في فنجان قهوة تعودت أن ارتشفها معك .
كلّ صوت أسمعه صوتك ،كأنك أنت كل البشر
ذاك حكم القدر ، أهرب منك أين المفر ؟
رائحة الذكرى تلتصق بكل شيء ، بكل جميل ،
بكل ركن تذكار ،حتى أشعل قلبي بالنار .
الأوراق هنا ، الكلماتُ تقف حجر عثرة في حنجرتي ، كل ركن يروي قصّة ، لامست زواياك
قلوب العالمين ، تهوى كما أهواكَ .
أنت أوراقي واقلامي ،كيف اكتبك ،كيف ارسمك
أي الأقلام تكتبك ؟
كم من الأصوات بُحّت من النداء عليك
كم من الآهات خرجت تهفو إليك
ماذا أقول لادمع سفحتها أشواقي اليك
ماذا أقول ،أضلعي مزقتها خوفاً عليك
أقول هانت ، أقول ماتت ، لو قلتها اشفي
غليلي لا لن أقول أنا سيقولها الزمن عني اليك .