نداء عينيك
احمد مصطفى الهلالى
اليوم ..
دقت ساعة الحنين نبضاً
وكأن عقارب الوقت والزمن تشير إلى شيء يفتقده
خلع عباءة النعاس وارتدى معطف الدجى
ظل يتثاءب مرات ومرات إلى أن لمح ضوءاً من الشمس تسلل عبر فراغ بالنافذة ليلمسه..
ابتسم وهو يستقبلها مع فنجان من القهوة… وكعادته أمسك هاتفه يتفقد الرسائل الصباحية…
ليجد رسالة نصها كالآتي ..
(آخر نداء لطائرة الدوحة…أين أنت ..أنتظرك اليوم لا تتأخر)
قرأ الرسالة بفرحة عارمة..أصابته بوتين قلبه..لينتابه رجفة..هل يحلم ..؟
أخيرا سأشم عطر الورد برفقتها..أواه كم كان يتمنى ذلك مرارًا.. !!؟
فهي أميرة قومها ذات منصب وجاه شخصية لاتتكرر بالعمر إلا مرة !!! إنسانة…محاطة بالكثيرين من المعجبين بكتاباتها وبشخصها.. ظل يستمع لأبيات من الشعر بعذب شدوها وهو يتفقد رسالتها الأخيرة..
لينتابه الكثير والكثير من التساؤلات الحائرة..
ولم يجد لتساؤلاته أجوبة..
مر الوقت متثاقلاً..وكأن عقارب الساعة أصابها الشلل ..يا لروعة الحدث .!!.
ارتدى ملابسه ..وتعطر بطيب العطور…
واسرع مهرولا ..ولا يعلم كم مر من الوقت؟ إلى أن وصل وِجْهَته …
كل ماشعر به. نظرة العابرين إليه وكأنها تسكن بعينيه وملامحه وهو يهرب من نظراتهم ..
فانتبه لصباح يأتي من قريب التفت فرآها أمامه…
عيون بزرقة السماء ..
وشعر بلون القهوة ينساب على أكتافها ووشاح بلون الورد يحتضنها ..
تنفس الفرح..وهو يمد يديه لمصافحتها لتسري بجسده النحيل رجفة وكأنه يحلق بالسماء..
لتغمره بابتسامة طفولية ساحرة..
أغمض عينيه.. وكيف له ان يتحمل تلك النظرات الحانية..لتبادره قائلة
بكل التساؤلات العالقة بذهنه حتى لحظة وصولها..؟
عرف بأنها كانت تختبره مرات ومرات لتقرأه جيدآ..حتى صارت تعلم عنه كل شيء..متى ينام،، يستيقظ،، ماذا يعمل وكيف يكتب… وقتها انتبه انه لا زال محتضناً يدها وضربات قلبه تعلو وتعلو .. والحيرة تملؤه فكم كان ينتظر تلك اللحظة عمراً بأكمله.
لقد مر الوقت سريعا وهما يتبادلان الكلمات والنظرات ..إلى أن حانت ساعة الفراق..لينتابه حزن كبير..
وتنساب دمعة محملة بشوق ولهفة لموعد آخر ..
وحانت ساعة الرحيل…
وكسا الوجه شغف وحنين وآلاف الأفكار وقتها..لتمتد يدها وتربط على قلبه
بميعاد آخر ..
لتغيب في وسط الزحام..
وهو يشتعل بنيران الانتظار ليوم آخر تشرق سماؤه على نداء عينيها.