ندم
مريم عبدالرحمن الهوتي
لم أدرك يوماً أني حين أسمع خبر وفاتك سوف تموت مني الأجزاء المهمة التي بعد فقدها لا يعيش الإنسان كما كان ..
أنك لم تدفن وحدك
بل دفن معك قلبي ..ولهفة اللقاء وضحكاتي
وذكراياتٍ جميلة
وأحاديث طويلة
كانت بيني وبينك
وأصبح الندم
مفتاح لحسراتي
كيف تركتك في منتصف الطريق
ومشيت ولم التفت اليك
كيف فقدتك في نشرة الاخبار ؟!
في موجز؟!
في خبر؟! في صفحة الوفيات ؟!
و كنت أنتظر الشموس والاقمار
تولد وتشرق
كي نلتقي في موعد
ولو للمرة الاخيرة
كيف وضعت ٓ نصف القلب
بين يديك؟!
والنصف الآخر زرعته في
صدري ورحلت ..
من ذا الذي يسقي زهرة عمري
بعد ك ؟!
كذبتُ أذني وعيناي
خبأتُ عن قلبي الخبر
وبلعتُ كل الجريدة
ثم مضيت في هذه الحياة
غريبة
لعلي القاك في حياة أخرى
خالدة ..
واليوم
أعذرني على هذا الفرح الباذخ في عيدي
فالأمر خارج عن ارادتي
القبيلة تطالبني ان أتزين
وأن أرتدي أزهى ثيابي
أعذرني لم يمر على رحيلك سوى أيام وأنا كأنني عروس تزينت لتزف
أعذرني أنها القبيلة
تجرني من قلبي
تجرني من روحي
تجرني من شعري
وكأنني شاة تجر للذبح ..