التلوث يحرم التونسيين من التصييف في 29 شاطئا


محمد وليد
أعلنت السلطات التونسية، أمس الجمعة، أن 29 شاطئاً باتت خارج الخدمة وتمنع فيها السباحة، بسبب التلوث البيئي، إذ تستأثر محافظة بن عروس (تونس الكبرى) وحدها بـ16 شاطئاً، بينما تتوزع بقية الشواطئ على مدن تونس العاصمة وقابس وسوسة وبنزرت.
وبات التلوث الصناعي ومياه الصرف الصحي يهددان منظومات بيئية كاملة، وتحولت الشواطئ من مورد رزق البحارة ومواقع للاستجمام والترفيه، إلى جحيم يهدد حياة الكائنات البحرية ويعكر مزاج السائحين، فيما أصبح الحوض الجنوبي لخليج تونس مصباً لمياه الصرف الصحي لمحافظة بن عروس بعدما كان في الماضي قبلة سياحية منذ زمن العثمانيين بسبب عيونه المائية العذبة.
صرخة فزع
وعلى رغم نداءات المجتمع المدني المدافع عن البيئة والحق في محيط نظيف، لم تتمكن السلطات من وضع حد لكابوس التلوث البحري، بخاصة أن قائمة الشواطئ الملوثة تتسع كل عام لتشمل شواطئاً جديدة، وارتفع العدد من 17 شاطئاً تمنع فيها السباحة في 2021، إلى 29 شاطئاً هذا العام.
اقراء أيضا: التجمع الوطني للثقافة و البيئة و التراث في لبنان يزور الرابطة الثقافية ويكرم رئيسها
ونظم سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة سلسلة من التحركات الاحتجاجية من أجل وضع حد للتلوث الذي حرمهم من التمتع بكيلومترات من الشواطئ التي تمتد من مدينة رادس شمالاً حتى برج السدرية.
المتقاعد من وزارة الصحة وأحد سكان مدينة حمام الأنف كمال الطبوبي تحدث بكل حسرة عن أجواء المدينة صيفاً في الخمسينيات والستينيات وعن “الكورنيش”، الذي هجره أهل المدينة اليوم، بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من الشاطئ، واصفاً ما يحدث بـ”الجريمة في حق السكان”.
رقابة مفقودة
من جهتها، أشارت رئيسة جمعية النهوض بثقافة البيئة ألفة المدب في تصريح لـ”اندبندنت عربية” إلى أن “الوضع كارثي لشواطئ محافظة بن عروس، ويمكن ملاحظة ومعاينة التلوث بالعين المجردة”، لافتة إلى أن “شواطئ الولاية أصبحت مصباً تسكب فيه جميع النفايات دون مراعاة للكائنات البحرية ولا سكان المنطقة”.