شخصية مميزة في سطور…عبد الرحمن بن عبد الإله خاشقجي .
عبد الرحمن بن عبد الإله خاشقجي ، شيخ مؤذني المسجد النبوي ، لم يكن من المؤذنين فقط، بل كان من خيار الأسر، ومن خيار سلوك الناس و أحسنهم
، فعندما توفي شيخ مؤذني المسجد النبوي الشيخ عبد الله رجب ــ رحمه الله ــ احتار المؤذنون الكبار في من يأتي خلفاً عنه، فاختاروا عبد الرحمن خاشقجي رغم أنه أصغرهم سناً، لكونه يجل كبار المؤذنين .
و هو من بين المؤذنين الذين شرفهم الله برفع الاذان في المسجد الاقصى عام 1385 هــ حيث أقام في مدينة القدس لمدة ثلاثة اشهر تنقل خلالها بين بير السبع و أريحا و راما الله و الخليل في ذلك التاريخ.
و لد عبد الرحمن بن عبد الإله خاشقجي في المنورة عام 1360 هـ،
بدأ عمله في المسجد النبوي بتنظيف قبابه، ثم بدأ يساعد والده في الأذان، و استمر والده في الأذان أكثر من خمسين عاماً حتى وفاته عام 1416 هـ.
بدايته كانت عندما بلغ 14 عاماً ، قرر أن يصبح ملازماً للمؤذنين الكبار حتى عين مؤذناً في المسجد النبوي، واستمر يرفع الأذان منذ أكثر من أربعين عاماً إلى الآن.
تعلم في مدارس المدينة المنورة حتى أكمل المرحلة الثانوية، عام 1378 هجرية، ثم غادر بعدها إلى الرياض لإكمال دراسته الجامعية طالبا في كلية التجارة، لكنه قطع دراسته بعد مرور عام ليعود إلى المدينة المنورة للمكوث بجوار والده المريض، وليروي ظمأ اشتياقه لرفع الاذان في المسجد النبوي .
العمل في الآذان
تبدأ قصة عمله حينما رفع الأذان من المنارات ومعه أربعة مؤذنين آخرين يؤذنون من منارات مختلفة؛ لكي يسمع أذانهم أكبر عدد من الناس لعدم وجود مكبرات الصوت ــ آنذاك ــ كما كان يصعد على أكثر من 180 درجة مصنوعة من الحجر ليتحرى مع زملائه المؤذنين ساعة الإفطار.
و كما هو معروف أن بعض الأسر في المدينة المنورة اشتهرت برفع الأذان وتقديم أجيال من أفرادها لأداء هذه الشعيرة العظيمة، حتى توارثت الأذان أجيالاً متعاقبة من هذه الأسرة كالبخاري، والخاشقجي، والنجدي، والنعمان، والسمان، والعفيفي، والعينوسه، والكردي، والديولي، والحكيم، واليماني، والصيرفي، والقطان، والمهنا، ورجب، وحبش، وكمال، وعفان، وخوج… وغيرهم.
له من الابناء ثلاثة وهم بالكبر عبدالاله ،
و طلال ،و حسن ،
ومن اعشقهم للأذان ابنه حسن عبدالرحمن خاشقجي و الذي يزاول رفع الاذان في العديد من المساجد بالمدينة المنورة و الذي يمتاز بتقليد العديد من مؤذني المسجد النبوي الشريف بمن فيهم والده .
كانت أمنية والده رحمه الله ان يراه مؤذنا في المسجد النبوي الشريف
كما ان له من الاحفاد اربعة وهم بالكبر:
عبدالرحمن عبدالاله عبدالرحمن خاشقجي
تاله بنت طلال بن عبدالرحمن خاشقجي
علي بن حسن بن عبدالرحمن خاشقجي
عمر بن طلال بن عبدالرحمن خاشقجي
تولى أفراد آل خاشقجي خدمة البلدين الحرام ووطنهم المملكة العربية السعودية بعد توحيد الجزيرة.
في الماضي كان سكان منطقة الحرم النبوي يتنافسون على أفراغ بيوتهم لأسكان زوار قبر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وإطاعمهم وتوفير سبل الراحة للزائرين, وكان يعد هذا التصرف تشريفا في العرف المديني.
ولا يزال أفراد الأسرة يخدمون المملكة في جميع المجالات التجارية والأكاديمية والأدبية و الفنية والطبية وإدارة الأعمال الحكومية والصحافة والوزارات والقطاعات الخاصة والعامة ومجلس الشورى السعودي, كما تخصص العديد من أفراد العائلة بالأذان بالحرم النبوي الشريف ومساجد المدينة المنورة, كذالك أمتهن العديد من أفراد الأسرة مشيخة المسجد النبوي ومنظرة الأسواق في مكة والمدينة وقدموا الخدمات العامة منها إدخال الكهرباء لمكة المكرمة وكذالك المعدات الطبية الى المملكة.