شخصية مميزة في سطور..الريس الشيخ كامل نجدي.
![](https://abdae-alaealami.com/wp-content/uploads/2023/07/IMG-20230713-WA0037-1.jpg)
الأذان هو نداء ينادى به للصلاة عند المسلمين، ويؤذّن كل يوم في بداية وقت كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة ، و كلمات المؤذن في كل أذان تغسل درن النفس في كل يوم خمس مرات، كلمات تشتاق إليها الأفئدة، و تطمئن إليها الأرواح، وتتهادى إلى الأسماع معلنة أنه لا إله إلا الله، وأنه لا أكبر من الله، فهي إعلان بتوحيد الله وتكبيره وتهليله، والشهادة بوحدانيته وبرسالته، ودعوة للصلاة و الفلاح. وهي كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كلمات اختارها الله لهذه الأمة واصطفاها بها، فلله الحمد.
الشيخ كامل نجدي
أقدم مؤذني الحرمين الشريفين ،صوته مميز خصوصا في أذان صلاة الفجر ، جهورياً ،أمين ، من أهل العلم ،حسن السيرة ، و السمعة
و السلوك .
كان معروفاً بطيبة نفسه، وكرم خلقه ،واستقامة سلوكه، وعفة لسانه ويده ، وله قبول وهو زاهد في الدنيا.
يمتد تاريخ أذانه إلى فوق الخمسين عاما، ولم يتغير صوته طوال هذه السنين …تم تعيينه مؤذنا للمسجد النبوي عام 1378هـ، مشتهراً بدقته العالية فهو دائما يكون على الوقت .
عاشر كامل نجدي عمالقة المؤذنين من أمثال قريبه عبدالرزاق نجدي الذي كان يصل نداؤه بالآذان إلى 40 كيلومتراً في أنحاء المدينة.
وعلى نحو متأثر يروي الريس كامل ذكرياته عن الشيخ صالح الزغيبي إمام الحرم المدني في الفترة ما بين 1345هـ وحتى 1370 هـ، وقد أمّ الناس ما يقرب من خمس وعشرين سنة،.
كان رحمه الله صالحاً، عابداً، لا يفتر عن تلاوة القرآن الكريم، حريصاً على الإمامة والجماعة لم يتخلف عن صلاة قط إلا لمرض، ولم يخرج من المدينة المنورة إلا مرة واحدة للحج، قال الريس نجدي:
كان لنداء الناس لصلاة الاستسقاء فأنادي «الصلاة جامعة» ولم أكن أخرج للمصلى إلا ومعي مظلة لأنه لم يكن يفرغ من صلاة الاستسقاء، حتى يسوق الله السحب وينزل المطر، كان من الصالحين ولا نزكي على الله أحدا.
اشتهرت أسرة الشيخ كامل نجدي ،بإخراج المؤذنين، و عندما صدح بالأذان لأول مرة كان بطلب من السيد إبراهيم نجدي .
يعتبر الشيخ كامل نجدي أقدم مؤذني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم المعاصرين، عاش الآذان من المنارة بدون كهرباء ومكبرات وحتى استعمال أفضل التقنيات الصوتية المعمول بها حاليا ،و له قصة اشتهر بها حيث أوضحت الروايات أن مصابيح المسجد النبوي كانت تضاء قبل وصول الكهرباء بواسطة ماكينة تعمل على الفحم، وعند وصول نجدي للمسجد النبوي لرفع الأذان الأول يجد المسؤول عن الماكينة نائما فكان يوقظه ويساعده فيبدأ في تحريك المشغل وعندما يشاهد لهيب النار يغلق الفرن ويضع عليه قليلا من الطين لسد الفراغات منعا لتسرب الحرارة من الفرن .
عن حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “أمناءُ المسلمين على صلاتهم وسحورهم المؤذنون”.
والأمانة لا تكون إلا ممن تحققت فيه
العدالة ،الأمانة .
توفي عن عمر سبعين عاماً و تم تشييع جنازته من عدد كبير من أئمة المسجد النبوي والعلماء وأهالي طيبة الطيبةو نعاه عدد كبير في مواقع التواصل الاجتماعي