الأدب والشعر

عقلي وروحي الفصل الثاني

الكاتب :سمير الشحيمى

الكاتب :سمير الشحيمى

البنك
مزنه في مكتبها تستقبل المراجعين ومن أن انتهت من أحد المراجعين حادثتها زميلتها بالمكتب المجاور إسمها خوله وقالت لها : مزنه ما كنه وقته البريك؟
مزنه : هيه بس أنا بطلب من الفراش يسويلي كوفي.
خوله: أنا جوعانه وأنتي تقولي كوفي.
مزنه: روحي أكلي عليج بالعافيه أنا ماريد أكل بتغدا فبيت أمي إذا كليت اللحينه بتنسد نفسي بعدين.
خوله : بكيفج أنا بترخص نص ساعه اشوفلي كافتيريا أكل منه وبرجع.
مزنه : تمام بس لا تتأخري تشوفين عدد المراجعين.
خوله تحمل حقيبة يدها: ماراح أتأخر حبي.
غادرت خوله البنك.
سيف خرج من مقر عمله وتمشي بجانبه موظفه بنفس القسم إسمها مروى قالت: مديرنا كيف رخصت أحمد قبل نهاية الدوام؟
سيف: بدينا مروى هو ترخص عنده ظرف عائلي وبعد لما قلت حقه ربعك بالقسم ماراح يعجبهم قالي لا همه ماعندهم مانع عسب كذيه رخصته.
مروى : ياربي كيف يكذب ما قال لنا شي.
سيف : لاحول شكله راح اسويله غياب عن العمل وخصم من الراتب عسب مايعيدها.
مروى تضحك : أمزح أمزح أموره طيبه بس حبيت أسوي معاك سوالف.
سيف : والله إنكم سوالف مالي خلق لصدعة الراس عشان كذيه اذا هو طلع يكذب بعاقبه.
مروى : مديرنا لا تكبرها صدقني ريلكس اللحين ويكند وعيش جوك.
سيف : ترا كذيه يالله اجازه سعيده.
ركب سيف سيارته وتوجه إلى مدرسة بنته غيداء.

مزنه دخلت بيت والدتها إسمها ميثه قالت مزنه وهيه تسلم على أمها وتقبل رأسها: هلا أمي شحالك عساك بخير.
ميثه : هلا بنيتي بخير طاب حالك بشريني عنك.
مزنه تجلس: بخير دامك بخير.
ميثه: كيف أمور زوجك وبنتك غيداء.
مزنه: كلهم بخير سيف بيطلع من الدوام بيجيب غيداء من المدرسه.
ميثه : يالله زين بننتظر باقي اخوانك يجون بعد من دواماتهم ويتجمعون من بعد صلاة الجمعة.
نزلت من فوق أخت مزنه اسمها روضه قالت : هلا والله أم غيداء نورتي حبيبتي.
مزنه تسلم على روضه : هلا والله من متى أنتي هنيه مب داومه اليوم ولا شو؟
روضه : من أمس نازله اجازه اضطراريه كان عندي موعد بالمستشفى.
مزنه : سلامات شوفيك؟
روضه تبتسم وتأشر على بطنها.
مزنه بفرح: والله أخيراً بتصيري أم يالله عيل شدي حيلك عشان تجيبي بنت ولا ولد أعيال خاله حق غيوده تلعب معاهم.
روضه : أن شاء الله الحمدلله ربك يتمم على خير.
ميثه : هيه كنا قبل محد يعرف عنا اذا حامل أو لا بس يستغربون يشوفون البطن جدام أما اللحينه تصوير وماعرف شو واحتفال بنوع الياهل هاي مسحت البركه عن الاعيال.
روضه : أنتي عاد أمي زمنا غير عن زمنكم.
ميثه : لا والله الزمن ماله ذنب بني آدم تغير.
مزنه تضحك.
يطلع سيف من المسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة ويلتقي مع أبوه إسمه خميس أللقى سيف التحية وقال له : هلا أبويه شحالك تقبل الله.
خميس : هلا ولدي سيف حياك الله منا ومنك صالح الأعمال.
سيف: اوصلك وياي أنا رايح عند بيتكم.
خميس : لا أنت سبقني أنا جاي مع السايق بوصل السوق اشتري كم شغله وبعدين اجيكم البيت.
سيف : لا عادي رخص السايق وأنا بوصلك.
خميس : لا أنت سير أمك تبيك روح لها أنا بأخذ راحتي مع السايق روح نتلاقى بالبيت بعد خوانك بيكونوا هناك ماراح أتأخر.
سيف : بلي تامر فيه أبويه اشوفك بالبيت.

يدخل سيف بيت أهله يحصل أمه جالسه بالصاله إسم والدته موزه سلم عليها سيف ويقبل راسها ويقول : هلا والله بحلوة اللبن شحالك الغاليه بشريني عنك.
موزه: اهلين ولدي سيفوه القاطع وينك مختفي مالك حس ولا بينه من أسبوعين ماتقول عندي أم أسأل عنها أبو أسأل عنه.
سيف : من اللي متصل عليك من ٤ أيام ومطمن عليك ولا نسيتي.
موزه: بس شوفتك غير عن التلفون شو مضيعنكم انتوا غير هالتلفونات حتى قل التواصل بين الناس.
سيف : ربي يسعدك ولا تزعلين تعرفين مشاغل الدنيا والاعيال.
موزه: على طاري الاعيال وينها حرمتك المصون مزنه وبنتنا غيداء؟
سيف : فبيت أهلها عندهم عزيمه.
موزه : هيه عزيمه ولا هيه ماتبي تجي بيتنا وتشوفنا.
سيف : لا والله هيه ماعندها خبر إن أنا راح اجيكم إلا متأخر مخبرنها عاد هيه عاطيه كلمه حق عمتي ميثه.
ثم صمت سيف وهو يحدث نفسه وهو يبتسم: صدقها مزنه أن أمي بتشل عليها بالكلام.
موزه: على الأقل كان جبت وياك غيوده اشتقت لها ما شفتها من فتره.
سيف : ولايهمك بجيبها المره الجايه.
شوي دخلوا إخوان سيف سلم عليهم الأول إسمه إبراهيم والثاني إسمه بطي.
وفي نهاية اليوم دخل سيف إلى منزله ووجد مزنه بصالة المنزل وعلى فخذها غيداء وهيه تغط بنوم عميق قالت له : هلا والله حمدالله على السلامه.
سيف وهو يلقي جسده على اقرب مقعد ويقول : الله يسلمك.
مزنه : كيف كان يومك وكيف أمورهم بيت عمي.
سيف : أمورهم طيبه لله الحمد وكان يوم ممتع بس ناقص وجودكم وكلهم يسلمون عليك.
مزنه : الله يسلمهم من كل شر.
سيف : أشوف غيوده نايمه ما راحت فراشها ترقد.
مزنه : خبريتها قالت ماتبي عاندت ونامت على ريولي.
سيف وهو ينهض : يالله أنا بشلها فوق احطها بفراشها وأنتي لحقينا فوق.
مزنه : بس زين أوصل المطبخ شوي وبلحقكم.
حمل سيف بنته غيداء وهيه نائمه ووضعها على فراشها في غرفتها ثم ذهب إلى غرفته وابدل ملابسه فرأى على الكامديون علبة مغلفه إنها هدية وبها كرت اقترب سيف وحمل العلبة المغلفه وقرأ ما مكتوب عليها ( لأغلى المحبين على قلبي أحبك يا سيف) فبتسم وأتاه صوت من الخلف كله حنان وعاطفه: عيد ميلاد سعيد يالغالي.
سيف يلتفت إلى مزنه وهو يقول : وأنتي بصحه وسلامه ياقلبي ليش كلفتي على نفسك.
مزنه وهيه تحمل قطعة كيك صغيره وبها شمعة وقالت: تحسبني ناسيه عيد ميلادك ولا شو بس حبيته يكون يوم خاص لي أنا وانته بس وبسيط وفي غرفتنا.
سيف : أنتي عقلي وروحي وسعادتي وأجمل أعيادي.
مزنه : أنت اللي عقلي وروحي اتمنى امنيه وطفي الشمعه.
سيف : انا ما آمن بهاي الخرافات بس راح امشيها.
غمض عينه وتمنى أمنيه ثم نفخ على الشمعه وانطفأت وعم الظلام المكان.

يتبع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى