الأدب والشعر

نصفها الآخرَ )

( بقلمَ الأديبِ سامي رضوانْ عبدُ الوهابْ )

( بقلمَ الأديبِ سامي رضوانْ عبدُ الوهابْ )

 

( جمهوريةُ مصرَ العربية
محافظةَ البحيرةِ )

أبحثُ عنْ نصفها الآخرَ
وقدْ أبهرتني في المرآةِ
صورتها رغمَ أني ما زلتْ
بعالمي الآخرِ هيَ القارورةُ
الفيحاءُ منْ عطرِ الزهورِ
بتلكَ العالمِ الآخرِ هيَ
الريحانُ في قدري هيَ
الميناءُ إذا أبحرتْ معزولاً
عنْ الواقعِ تنامٍ بقاعٍ
شريانيٍ وحبي لها أبديٌ
هيَ العلياءُ منْ نجمٍ ومنْ
قمرٍ أضاءَ الليلُ معتكفٌ
ينامُ في حريٍ صدريٍ هيَ
الحسناءُ التي عبرتْ
بأحلامي وكيفَ لي في
الكونِ منْ أحدٍ سواها
فلا أدري هيَ المرأةُ
التي أدمنتْ عبقا أنوثتها
تبدو كأنها فتاةٌ تلعبُ في
حديقتها على وترى هيَ
ليلى في أشعاري حروفا
صرتَ أكتبها على أوراقِ
أزهاري يغارُ النظمَ منْ
شعريٍ هيَ امرأةٌ أتوهُ في
ملامحها حينَ أرسمها
فوقَ لوحاتِ أنسجتيِ
وجدراني هيَ الأحلامُ
التي ترنو بليلٍ جاءَ
منسوجٌ في أعماقٍ شريانيٍ
وذاكرتي هيَ العنقاءُ التي
تبدو مفاتنها بهذا الحيِ
تأثرهُ تنامٍ بنبضِ أوردتي
هيَ أمُ وأنا طفلٌ قبلَ
مجيءٍ إلى عالميٍ الثاني
بها أحياءُ وليدْ الشامِ
يا قدري هيَ عمري وكمْ
في العمرِ منْ شوقا إلى
الأحلامِ أحملهُ وفي
أعماقٍ وجدانيٍ هيَ
ليلى ما بينَ العربِ
والعجمِ هيَ الشامُ
واليمنُ هيَ بغدادُ في
الهممِ وحسباني هيَ
فلسطينُ هيَ سوريا
هيَ لبانٌ هيَ الأمُ التي
تشكو جراحا وآلامَ هيَ
الفراتُ يا دجلةُ هيَ هيفاءْ
لي حسنْ هيَ الأنهارُ التي
عبرتْ عروبتنا بها تجري
على أطرافِ ودياني هيَ
الخضراءُ تونسُ التونسيُ
هيَ مصرُ هيَ المرسى
هيَ الأنثى تاجَ رؤوسِ
أوطاني هيَ بحرينُ منْ
عذبٍ هيَ الحجازُ هيَ
صنعاءُ واليمنُ وفي
البيداءِ عمرانيٌ هيَ
المجدُ الذي يعلو هاماتٍ
وفي الأفقِ هيَ الكوكبُ
الدوارُ يسكبُ لونهُ الأزرقُ
يحلقُ في ثرى عينيها هيَ
ليبيا هيَ بغدادُ التي بالحبِ
أهواها وتهواني هيَ
السماحةُ العلياءُ في
مدنيٍ هيَ التاريخُ
في القدمِ يفوقُ العلا مجدا
بينَ أوطاني هيَ الشمسُ
التي تصدحُ وقدْ تركعُ
كواكبها ويأتي الضوءُ
مبتسما أضاءَ مناكبها
على أطرافِ بستانيٍ
هيَ ليلى بلا قيسْ
ولا لبني هيَ الأزمانُ
تعرفها هيَ عبلة وعنْترها
يجوبُ بطحَ الكونُ
منْ أثرٍ إلى النعمانْ كيْ
يأتيَ لها مهرْ ولا يخشى
بئسَ نعمانيّ هيَ الشيماءْ
في العربِ أراها كأنهُ علمَ
وبالأطرافِ أجنحة ترفرفُ
فوقَ هاماتيِ هيَ الثلجُ هيَ
المطرُ الذي أحيا براعمَ الزهرِ
على أطرافِ شطآني هيَ
الميناءُ في الرحل هيَ
عمري وليَ قدري هيَ
الدنيا التي قامتْ تصلى
الوترَ في القدسِ
بلادَ العربِ أوطاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى