كن كالمطر أينما وقع نفع
شيخة الدريبي
يشيرالخير إلى ما يجنيه الإنسان من آثار طيبة ولما يقدمه من النفع والسعادة للآخرين ويعرف أيضا بأنّه كل ما يحبه الله ويرضاه من قول أو فعل أو خُلُق، كالذكر، ومساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم والصفات الحسنة كالأمانة وغيرها، وهو عكس عمل الشر والذي يعرف أيضًا بأنه كل ما يغضب الله تعالى أو ما يؤدي إلى ذلك وتعد ألافعال وألاقوال وبذل الإحسان إلى الناس جزء عظيم من مفهوم عمل الخير وكذلك نصحهم ودعوتهم إلى الله تعالى وإلى كل ما يعود إليهم بالمنفعة والفائدة، ومن الخير أيضًا مساعدة العاجز والضعيف، والإنفاق على المحتاجين من أهل الحاجة التي تقطعت بهم السبل، وكذلك التصدق على الفقراء والمحتاجين وكف الاذى ورد الظلم عن المظلومين كل ما سبق يدخل تحت مسمى أوجه الخير لذا كن كالمطر أينما وقع نفع ..
قال الله تعالى -: ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) ويأتي بمعنى السعي بمفهومه العام كالإصلاح بين المتخاصمين ، وأيضًا جمع المال من أبواب أجازها الشرع، وتوزيع الصدقات على مستحقيها والحث على فعل الخيرو عمله والاجتهاد فيه لما له من الأجر والثواب العظيم وما يحفز المؤمن على الإقدام والمواصلة على فعل الخير واستشعار مراقبة الله له واستحضار عظمة خالقه فلا يفعل إلا خيرًا فيمنّ الله عليه بأجرين عظيمين أولهما رضا الله تعالى وليس بعد الرضا الا الجنة، وثانيهما التنعم بالجنة وما أعده الله للصالحين فيها لما قدموه في حياتهم من أعمال صالحة أن الله سبحانه وتعالى جعل أبواب عمل الخير كثيرةً لكي نفوز بعفوه ورضوانه وجنانه، وحث النبي -صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن والصدقة لذا كن كالمطر أينما وقع نفع ..
كذلك من اوجهه الخير رجلًا أنعم الله عليه من الأموال فينفقها في سبيل الله تعالى على المحتاجين كيف ما شاء ومتى شاء ابتغاء مرضاة الله سبحانة وتعالى كالتفريج عن المكروبين والسعي في قضاء حوائجهم من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعلاج وسداد الدين، ولعل ما يدفع المسلم في السعي لتفريج حاجة المكروبين هو ما يربطه بهم من رابط أخوة فنجده متعاطفاً ومتراحماً ومتكافلاً ومتضامناً مع أخيه المسلم في مصابه وكربته وهمه وفقره ومرضه وعجزه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ولقد تكفل الله جلّ وعلا لمن يسعى لمساعدة الناس من ضيقهم وتخفيف همومهم وستر عيوبهم، أن يؤمن خوفه ويفرج شدته ويستر عيوبه يوم القيامة لذا كن كالمطر أينما وقع نفع..
كذلك يعد الإصلاح بين الناس باب خير واسع؛ لما فيه من إرضاء لله تعالى وإزالة أسباب الخلاف بين المتخاصمين من خلال ترغيبهم بالأجر والثواب وتخويفهم بالعقاب ومن أعمال البر والخير ايضا كفالة اليتيم، قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار لأصبعين من أصابع يدة كذلك من اوجه الخير تقديم النصيحة وتصديق النبي بكل ما جاء به من تعاليم وشرائع وطاعة ولي الأمر في أمور الحق وإدخال السرور والفرحة الى قلوب العباد يجب على المسلم الحرص عليها ويعد توفير الطعام والماء والشراب لمن لا يجد ما يسد به رمق عيشه، وتوفير الملابس لمن لا يجد وتوفير المأوى تعود أهمية لاوجه الخير لما يتركه عمل الخير من آثار طيبة على الفرد والمجتمع واكتساب الأجر والثواب ورضى الله سبحانه وتعالى لذا كن كالمطر أينما وقع نفع..