حب وحرب

مصر دقهلية 🇪🇬
حب وحرب…
مساجلة بيني وبين الشاعرة العراقية ناديا العابد

لن ينتهي الحب..
تنتهي الحرب..
ولن ينتهي الحب
…..
هناك.. كنتُ بين جموع
النازحين… ابحث عنك
بين أشلاءٍ وبقايا قاذفاتٍ
أبحث بين دخان المعارك
وغبار المدافع…
ملامحٌ غيرتها الحرب…
والقلوب؟؟
لا أدري… كانت تحمل فوق طاقتها ماتحمل
…..
إزداد توتري… لم أعثر على ظِلٍ يدلني اليك
أقطع المسافات وسط الجموع التائهة
كلٌ يدور في متاهة…
أسرع الخطا لأنتشلك قبل فوات الأوان
…..
الحرب مطحنة لا تبقي، ولا تذر
قالها أبي
لكنه استعجل الرحيل.. وتركني وحيدة
أهداني كيساً من بذر.. وأوصاني
“أنثريه عندما تتوقف الحرب… الحرب تقتل كل شىء .. الزرع والضرع… أنثريه فوق البشرية والإنسانية..
كي ينبت حُباً خالداً أزلياً
نقياً”
….
طائرات تُحلق ..أزيز أصواتها يرعبني
بحثتُ عن ملجأٍ…يحميني …
رفيقاٌ أستندُ إليه
ومن وسط حطام كل شىء ..
تراءى لي شبحٌ ما…
مسحتُ على عيني
لأزيل غشاوة التراب والوجع
إنها أختي الوفية
وصديقتي الطيوبة
ابنة النيل الخالد
والقلب الوفي الكبير
ابتسامتها الوفية.. تجلى كل همٍ
مدت يدها تنتشل توهاني
إحتضنتها بقلبٍ هلعٍ
يصبو لأمان وسلام
أمان الحب
وسلام الاخوة
مديحة.. توأم الروح
وروح العين
“ها أنا بجانبك” قالت لي
“لأكمل جزءً مفقوداً من قلبك
جزءً إقتطعته الحرب.. وويلاتها”
….
ومرت الأيام
واخضوضرت الأرض ونبت البذر
وكان هناك موعد مع الفرح
كانت الأرض تتزين لعرسٍ
أزلي..عرس إقتران
الحب والحياة معا
في ملكوت أبدي
في محراب السلام

ناديـــا العابـــد

لن ينتهي الحب…. فقط تنتهي الحرب. ونتزوج
الحرب ياسيدتي أكلت كل شئ
دارنا المتينة لم تصمد كثيرا
جدرانها امتلأت بالثقوب، وثقبت جسدي معها
من يومها وأختي الصغيرة تنظر للعالم من هذه الثقوب
سندعو للحفل مابقى من العالم
( ريان) الذي مات في قعر البئر
سيحمل ذيل فستانك
الشابة هناك على الكرسى أرسلتُ لها
بطاقة دعوة لتعزف لنا سيمفونية الحب الأخيرة
وذلك الرجل بعكازته سيلبي الدعوة
سيشدو بصوته العذب( ملحمة الحب والحرب)
يحل سلام على الدنيا، وأعترف أني أحبك
وسأهديك ديواني الجديد تحت الطبع
( سنبلة في الوجدان) وفستانا أنيقا كنت أعددته لك أيام عملتُ في هذا المجال
لا تضجري ان كان واسعا بعض الشئ
فمقاسات جسمك ذبلت هي الأخرى بفعل الحرب
سنتلو آية الخلود… الأرض التي إحتضنت جثامين الشهداء حبلي بالنصر
تعالي….. نجتث شجيرات الكرى نغفو بأجسادنا على طين الأرض
لنبني سرادق حب ما بعد الزواج
سنعثر على بعض أثاث قديم.. كرسيين وطاولة يهديهم لنا الفنان (كاظم الساهر)
وسنطبخ أي شئ.. سمكا مثلا
فى تلك الناحية يلتقي رافدان كريمان
جفا تماما وماتت الأسماك
صديقتك العراقية ناديا العابد كانت تخفي شيئا في عقاصة شعرها.
قالت ذات مرة هذا الكيس وصية أبي قال:
انثريه بعدما تتوقف الحرب
الأرض انشقت له وخرجت البذور على هيئة غابات زيتون، وقرنفلات برية، وورود بيضاء
ستنتهي الحرب ونتزوج
لو نسيت الحرب أننا أحياء
مديحه ابراهيم شاعرة البادية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى