الأدب والشعر

ذكريات طفولتي

مرشده يوسف فلمبان

مرشده يوسف فلمبان

كم هي الحياة صعبة لأمثالي.. الوحدة تذبح أوقاتي.. والملل يكتم أنفاسي يقضي على جمال لحظاتي.. أتلفت حولي فإذا هي دنيتي تكتظ بزخم من قسوة الحياة الراكدة

وفي خاطري تندس طفلة مدللة تشعر دومََا بالإشتياق إلى روضة الطفولة.. لايعنيها فقر.. أوبؤس.. أوبساطة العيش.. في رأيهاأيام حلوة رغم بساطتها.

أنا هي هذه الطفلة المدللة.. تتراءى أمام ناظري مسرحية أبطالها أنا وعائلتي.

بهذه الذكريات الرائعة أعود إلى طفولتي المرحة.. بشقاوتي.. بألعابي برفاق الطفولة..

حنين جارف يشق صدري.. يشدني إلى أيامي الحلوة.. وعجلة الزمان حين ترجع بي لأتذكر ركضي خلف العربات أتسلقها كالصبيان.. أقفز مسرورة بين سحابات الدخان الذي تطلقه مضخات المبيدات الحشرية. فتنعشني رائحتها وكأنها من عبق الزهور.. أتراقص سعيدة من خلال دخانها الكثيف.. وضحكاتي يرن صداها في الآفاق بمعية الرفاق.. وكنت ألهو بالدمى التي كانت تصنعها أمي بالأقمشة الملونة كألوان الحياة الحلوة.

وكنت ألهو مع الرفاق على الرمال الناعمة تسمى قديمََا (البطحة ) نبني بيوتََا من وحي خيالاتنا الخصبة..

وعلى قناديل البلدية في حارتنا بجوار دارنا كنا نتسامر نحن الأطفال بحكايات أمنا الغولة.. وفقي نمنم والدجيرة التي كان الكبار من الأهل يتحاكون عنها.. أظنها شخصية مرعبة تظهر في الليالي.

ومع أبناء وبنات الجيران نلعب سويََا بالعلب الفارغة تستخدم كأدوات للطبخ.. ونجمع نوى التمر لألعاب متعددة كبديل للعملات المعدنية.. ويلوح بذاكرتي جريد سعف النخيل نمتطيه حصانََا أو حمارََا أكرمكم الله نقف في الشارع بلا خوف ولا ضجر.. ونمارس ألعابََا كثيرة أتذكر بعضها / السقيطة بالحجارة الصغيرة الملساء.. المدوان.. البرجونات الزجاجية الملونة.. البربر.. وكنا نلعب المراجيح بالخشب والحبال السميكة.. وألعاب كثيرة لا أعرف مسمياتها..

وكانت البيوت آنذاك مقامة بالأخشاب والصفائح المعدنيه يسمونها (صندقة) نلهوا على ساحاتها المفروشة بالرمل.. والمزروعة بغراس الخضروات المتنوعه.. والأزهار الجميلة التي تعبق الدار بشذاها.. وتتخلل ساحة الدار حظائر الدواجن والأرانب.. وكنت أستمتع بأصوات الديكة مع الفجر الجديد.

ذكريات لا تموت مع الرفاق أبناء وبنات الجيران في قمة الروعة. علاقات أخوية

لاضغينة.. ولامحاباة.. والمضحك في هذه الذكريات العطرة لوتنازع إثنان من الرفاق ويرغبان الصلح تتلاصق خناصر كفيهما فيتم الصلح والرضا.. يالها من أيام تغمرها السعادة.. أيام لن تعود.. ولن نعود إليها.. بعد أن ذوى بنا جمال العمر.. وخط الشيب مفرق رؤوسنا.

هي مجرد ذكريات خطرت على بالي لحظات وحدتي.. بعد عرض هذا الشريط الحافل بالمواقف التي لا تنسى.. أفيق من أحلامي الجميلة على الحقيقة المرة.

رباه كم هي الحياة جميلة.. والأماني مستحيلة في ذاك الزمن الجميل..

وكم هي الحياة مملة وقاسية في هذا الزمن الذي لا يخلو من الضائقات والمنغصات.. والهموم..

وهكذا ودعت سويعات طفولتي تتأرجح بين الماضي الجميل.. والحاضر الخالي من المثيرات الروحية..

 

تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى