إن الوفاء من القلوب الطاهرة
الشاعر : محمد عبد العزيز رمضان
إن الوفاء من القلوب الطاهرة
ما كان قولا أو حكاية عابرة
أتظن نفسك إن عصيت مغامر
ستكون يوما في الليالي الغابرة
وستشكوا فقرا بين عين ساهرة
والله ما فازت قلوب حائرة
إياك يوما أن تكون مقامر
فالموت يأتي والحياة مغادرة
عش يابن آدم مهما عشت فراحل
إن طال عمرك فالنفوس مغادرة
لا تفرحن فإن حلت فمكدرة
انظر بنى فكل نفس مسافرة
إما الجنان وإما نار عاثرة
وعلى الصراط فكل روح عابرة
يوم القيامة كل نفس صابرة
لله ترجوا كل خير طاهرة
والنار تحرق كل نفس غادرة
وتفوز بالخيرات كل مثابرة
يوم القيامة تسمعن الناقرة
من العصاة ستستبيح وقاهرة
أصوات تعلوا بالسعادة قائلة
طوق النجاة لمن أراد الآخرة
والموت يأتي بالقبور معمرة
إما الفلاح وإما نفس خاسرة
والنار تغلي للعصاة مشمرة
يوم القيامة بالحميم مزمجرة
إن الذنوب لكل عاص قاتلة
يوم القيامة بالعذاب مكشرة
اقرأ كتابك تلك نفس طاهرة
تأبى الرزيلة خائفة ومفكرة
وهناك نفس لا تزال مجادلة
كل المعاصي وكل ذنب فاعلة
الله يستر والعباد مجاهرة
بالذنب والعصيان ضالة وفاجرة
يا نفس توبي لا تكوني مكابرة
ودعي الذنوب ولا تكوني ماكرة
إن الصلاح بكل قلب عامرة
بالخير والإصلاح دوما صابرة
ووجوه يوم العرض غر ناضرة
ترجوا النجاة من الإله وناظرة
وتظن أخرى أن سيفعل فاقرة
بالماضي كانت تستحل ومنكرة
بين الأنام ترانا أمة مفاخرة
بمجيئ أحمد في الليالي القاحلة
جبريل أقبل في الليالي المقمرة
ودعا الرسول بأن يشد الراحلة
فبقاع مكة بالشرور مدبرة
والله أغشى كل عين مبصرة
وأتى المدينة والنفوس معبرة
بالفرح عند مجيئ أحمد مقبلة
بالروح والريحان ريح عاطرة
هبت نسائم بالسعادة وافرة