جبروت الفراق
وجنات صالح ولي
الفراق هو ذلك الزائر الصامت الذي يأتي إلينا فجأة وبدون مقدمات ،يأتي بدون رغبة منا ،يأتي ليمزق قلوبنا دون رحمة وود يحمل لنا مابين طياته كارثة مدمرة ،تظل تلازمنا مدى الحياة حتى لو تجاوزنا ذلك بعد مرور الوقت ،يأتي الفراق في صورة أخذ حبيب وغالي على القلب مهما كانت مكانته ،ولن تستطيع تجاوز الأثر ألا بعد مرور وقت ليس بالطويل وتجد في مرور أيام الفراق الأولى صعوبة التعبير عن مشاعرك وأن كل ماحولك ثابت حتى يتهيئ لك بأنك لن تستطيع العيش بعد ذلك ، وتاتي ألطاف الله الخفية وتتجسد في أن يمدك بالصبر بعد ذلك،وياتيك فراق كان سابقاً تحت مسمى( شعار الحب )،وقد تلخص في فراق كل من كان ذا جانب روحي لنا نألفه ويألفنا ،وبين أرواح عاشقة هائمة بحكايات تتمنى أن لا تزول وتنتهي ،وحين تكون منغمساً في ذلك النعيم الصامت الذي أعتقدت بأنه ملاذك ولن يتغير ،يتسلط عليك الفراق دون تردد أو سابق إنذار ولإي سبب كان ،وقتها يتوجب عليك أن حزنت و خدش قلبك وأرهقت قلبك وعقلك ماعليك إلا أن تتعود على قوة التجاوز وأن تكون قوياً وصلباً بما يكفي وتتيقن بأن الفراق سيكون لك بوابة عبور لحياة أخرى وأن ذلك الفراق لن يكسرك كثيراً حتى لو تألمت وأن تتعامل مع ذلك الذي تركك لأي سبب كان وتسبب في إيذائك النفسي ،بقوة المواجهة وجبروت لن يحرك له أي مشاعر ساكنة فيك وحتى لو كلفه بأن يعتذر لك بجميع لغات العالم ،ذلك القرار كان نتيجة انه هان عليه قلبك بعد أن تمزق بألم الفراق ،فجبروت الفراق مؤلم لك أكثر منهم ،والسلام على من فارقك وعشت من بعده كأنه لم يكن .