الصمود في وجه الرياح
مريم دغريري
عندما تهب الرياح تتسلل إلى ارواحنا بهدوء نشعر بالبرودة تسكن مجرى التنفس وكأنها تراقص طرباً الشرايين والأوردة التي تحمل الأكسجين داخل الصدور المتعبة من هموم الدنيا في حين تقوم الرياح المتسللة بدفع الهواء بثقله المتشبع بالهموم للخروج بقوة..
ولكنها لاتستقر و تكتفي بذلك بل تستمر في طريقها تحرك اغصان الشجر و تطرق النوافذ والأبواب المغلقة بشدة وترعب الأطفال الصغار بصوتها تجعلهم يركضون بسرعة إلى أحضان الآباء بحثاً عن الآمان ..
و تلك الرياح منها مايهب في فصل الشتاء القارص ومع تطاير ذرات الثلج ومنها مايثير الغبار و منها مايتناغم مع مياه البحار يحدث اصوات عالية على الشواطئ تضرب الماء بعنف وتبقى لياليها ساكنة لاتتحرك بل هي وحدها التي تحرك كل شي يعبر في طريقها ولربما كانت سبب في إطفاء الشموع المشتعلة و إشعال الدموع المنسكبة بصمت ..
و لكن هناك حقيقة هي أن قوة الرياح تحدد و حدها من هم المبادرون وحدهم القادرون بجدارة على صناعة الفرق في تقديم المساندة دون مقابل غايتهم من ذلك هي ان تبقى تلك الأرواح ساكنة ثابته و لايتطلب الأمر كثيرجهد لكن قد يكمن في بذل المال اوشفاعة في أمر و لكن ما أجمل المساندة بالكلمة الطيبة و النصيحة التي هي اجدر لصمود في وجه الرياح ..