أجد نفسي أقف بين الماضي و الحاضر لبرهه من الوقت و قديكون ذلك مؤلم بالنسبة لي لأنني اغوص في عمق ذاكرتي إلى الماضي البعيد لكي استدعيه للخروج إلى الحاضر الذي مازلت أعيش فيه ..
وأشعر بصعوبة في ذلك إذا كان الأمر الذي استدعيه محزناً أو مفرحاً في وقت كان يجمعني بمن افتقدهم فتسقط العبرات كاجمرات حارقة وأشعر أن شرايين قلبي تكاد تنفجر من شدة الألم و أجمع تلك الصور المبعثرة أرتبها أمرر أصابعي فوقها في أشتياق أجد نفسي معه تائهةً حائرةً ..
أشتاق لحديثهم و أشتاق لنصحهم وعتابهم لي و لكن مهما أطلت البقاء في عمق ذاكرتي لا أجد فائدة من ذلك كله لأنه ماضي الآن و لأني أعلم جيداً أنهم رحلوا ولن يعودوا أبداً..
وأخرج من ذاكرتي بألم تجدد من جديد أرهقني بكثرة البكاء والحزن و هذا هو ما أجد نفسي فيه بين الماضي والحاضر و يرافقني الليل بظلامه و البرد بصقيعه اتجمد وأنا أنتظر وأراقب لربمايعودن يوماً ما ..