Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

تفاءلوا بالخير تجدوه

ما أحسن التفاءل وأقبح التشاؤم فتفاءلوا يا اخوة في كل ما ترونه وتسمعونه من الأشخاص والأماكن والأزمان والأصوات ؛ وغيرها ولاسيما في زمن كثر فيه المتشائمون ، وقلَّ فيه المتفاءلون ؛ بسبب ما يعيشونه من فقر مدقع ؛ أو مرضٍ موجع ؛ أو أحوالٍ محزنة يصاب بها الإنسان في مجريات حياته ؛ فلذا جاء ديننا الإسلامي بالتفاءل في الأمور كلها ، وحسن الظن به تبارك وتعالى في قضاء الأمور وتسهيلها ؛ وأنَّ الله ما يكتب للعبد إلا ما هو خير له في دنياه وآخرته ؛ علمه من علمه ؛ وجهله من جهله ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لَاَمْرِ الْمًُؤمِنْ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ؛ وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ ؛ إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيْرًا له ؛ وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له ) رواه مسلم في صحيحه .

وتأملوا نصوص الشرع الحنيف التي رغبت في التفاءل ؛ وحذَّرت من التشاؤم ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ؛ ولا طيرة ؛ ويعجبني الفأل ؛ قالوا : وما الفأل؟ قال : الكلمة الطيبة ) ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ( ذُكِرَت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحسنها الفأل ؛ ولا ترد مسلماً : فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ؛ ولا يدفع السيئات إلا أنت ؛ ولا حول ولا قوة إلا بك ) وعن ابن مسعود مرفوعاً : ( الطيرة شرك ؛ الطيرة شرك ؛ وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) رواه أبو داود والترمذي وصححه ؛ ولأحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ؛ وصححه الألباني في اصلاح المساجد برقم 117 : ( من ردَّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ؛ قالوا : فما كفارة ذلك؟ قال : أن تقولوا : اللهم لا خير إلا خيرك ؛ ولا طير إلا طيرك ؛ ولا إله غيرك ) .

فالنتفاءل في أحوالنا كلِّها ؛ ولنحسن الظن بربنا في قضاء حاجاتنا ؛ وأنَّ بعد العسر يسرا ؛ وبعد الشدة رخاءً ؛ وبعد الشقاء سعادةً ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم في صحيحه ؛ وقال : ( وأنَّ النصر مع الصبر ، وأنَّ الفرج مع الكرب ، وأنَّ مع العسر يسرا ) رواه الترمذي في سننه ؛ وصححه عبدالحق الإشبيلي في الإحكام الشرعية الكبرى ( 3/333 ) نسأل الله أن يجعل لنا من كلِّ همٍّ فرجاً ؛ ومن كل ضيقٍ مخرجا ؛ ومن كل بلاءٍ عافية ؛ وأن يرزقنا من حيث لانحتسب إنَّه ولي ذلك والقادر عليه ؛ اللهم آمين. .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى