روايات الدكتورة منى سلامة

الدكتورة منى سلامة كاتبة روائية مصرية تتسم رواياتها بطابع الخيال العلمي، وأحداثها غير متوقعة، ودائمًا تصدم القارئ، تنتهي برسالة إنسانية عميقة، وكأن القارئ أمام معلم ناضج يعلمه درسًا من دروس الحياة بتمكن في علم النفس، وبوعي بمشاكل الشباب هذه الأيام، أي جيل مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت مجال الكتابة في منتدى من المنتديات الإلكترونية تحت اسم مستعار ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت تنشر رواياتها ورقيًا، وأصبح لها اسم وقراء يتلهفون لقراءة روايتها. من يقرأ للدكتورة منى في بداياتها غير الناضجة يُلاحظ أنها تمتلك موهبة فذة، وخيالًا واسعًا، رغم أن رواياتها أخذت طابعًا دينيًا، وكأن القارئ يجلس بين يدي واعظ، مع إهمال إلى حد ما للجوانب الفنية، واليوم أضحت رواياتها أكثر نضجًا، وما زالت تثري القارئ بمعلومات متنوعة لكن دون أن يشعر أنه أمام واعظ مباشر، بل يخوض مغامرة غنية بالتحديات والألغاز والمعلومات، وفيها دعوة إلى الخالق عز وجل، وتنتهي بشعور بالتخمة بعد وجبة دسمة من الأدب والفكر والخيال ومشاعر إنسانية مختلفة.
المميز في الروايات أنها لا تقترب من الثالوث المحرم (الجنس، الدين، السياسة) ولا يوجد أي ألفاظ خادشة للحياء، ولا مشاهد جنسية -لم أقتنع يومًا بأهمية وجودها في أي عمل- كما يصور ذلك من يؤيدون وجودها تحت مبرر أنها ضرورة في سياق الأحداث وما شابه ذلك، كما أن القارئ لن يجد حقدًا على عادات المجتمع وتقاليده، ونقدًا لاذعًا يُعري كل سيئاته كأن لا خير فيه تحت مبرر نقد الواقع بهدف الإصلاح، وكل ما سبق ذكره غالبًا يركض خلفه كاتب يبحث عن شهرة، أو دار نشر تبحث عن مبيعات -والله يعلم نوايا الجميع- ما سيجد القارئ في روايات الدكتورة منى سلامة هو خيال واسع ونضج أدبي ولغز محير، ومشكلة من المشاكل الاجتماعية اليوم، وكيفية التعامل معها بإنصاف، دون الهجوم اللاذع أو تصوير المجتمع بصورة ملائكية غير موجودة، من خلال شخصيات توحي بأن الكاتبة لها خبرة في النفس البشرية. عن نفسي حين أقرأ لها أشعر أنها مختلفة عن كل من قرأت لهم، شيء ما في رواياتها لا أشعر به إلا حين أقرأ لها رغم أنها ليست وحدها ممن يبدعون دون الاقتراب من الثالوث المحرم، لا أعرف لذلك سببًا ولكن ربما هي بركة من الله، فالقبول نعمة من الله سبحانه وتعالى يخصها من يشاء من عباده، فهذه الموهبة تعتمد على الأخذ بالأسباب من قراءة واطلاع وعلم وجهد مبذول في تطوير قدراتها، بالإضافة إلى شيء أشعر به لم أستطع أن أعبر عنه أو أصفه غير أنه قبول يطرحه الله في قلوب القراء.