مركب الأمل


مريم دغريري
مركب الأمل يبحر بعيداً عن النفوس التي تخوض غمار الألم و يتنوع البشر من شدة الألم إلى صنفين الأول منهما من يتألم ويبتعد ويخلو بنفسه بمعزل عن الأصدقاء و المقربين و يجلد ذاته بعيدعنهم وتركض إليه الأمراض العضوية والنفسية مسرعة لتطيح به كأنها دعيت إلى وليمة ثم تضع بينه و بين مركب الأمل حائط كبير من الحديد والخرسانه تجعل اللقاء مستحيل ..
والصنف الثاني منهما من يطلب وقتاً للإبتعاد حتى يريح جسده و نفسه ويجدد نشاطه و يرتب الأولويات في حياته والأفكار لديه و هم من يكون مركب الأمل قريب من شواطئهم جداً وسوف ينتظرهم بالمرفأ حتى بكون لديهم الأستعداد التام لصعود عليه مره أخرى والإبحار معه إلى الشاطئ المقابل..
ولكن هذا الصنف إبحارهم الجديد هذه المره يختلف عماسبق فلقد تألموا كثيرا وصارعو مطبات وحواجز الطريق المتهالك وحدهم هذا مايجعل عودتهم قوية مليئة بعطر الحياة وتحقيق المنجزات بجميع تفاصيلها و المواقف دائماً هي من تدرب الإنسان على اكتشاف ذاته ومابها من مواهب وإبداعات كانت تعج بها روحه بالخفاء لايكاد يراها بعينيه أو يدرك وجودها ..