الأدب والشعر

مقتل إسماعيل عبدالوهاب..الفصل السابع

فايل المطاعنى_ عمان

فايل المطاعنى_ عمان

 تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن 

العميد حمد يستأذن للأنصراف قائلا : سوف أترككم حتى تكملوا الإجراءات القانونية للكشف عن المجرم الذي أفسد السهرة الرائعة ،وغدا إن شاء الله سوف أغادر إلى مسقط العامرة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرآ.

وضع العميد عبدالله يده بهدوء على كتف العميد حمد وقال له  : أخبروني أنهم وجدوا القاتل وسكت ونظر إلى ساعته قائلا : هناك وقت يا صديقي لنذهب إلى موقع الجريمة علمت أن القاتل صعب السيطرة عليه على الأقل قالها مازحا : لنتعرف على القاتل ؛الرجل أراد التعرف عليك بطريقته الخاصة فضحك الأثنان .

العميد حمد : حسنا دام تم القبض على الجاني فلا مانع أن نقضي بقية السهرة في التعرف  على المجرم

وقال هامسا :ما هذا هل الجرائم تشم رائحتي أينما أذهب تأتي ورائي؟

و التفت الى العميد عبدالله :هيا بنا ولكن كصديق فقط وليس مشاركا انت تعلم الإجراءات أيها البطل ،المسألة فقط التعرف على هذا المجرم البائس الذي حرمنا لذة طعامك يا أبا حمد .

أجاب العميد عبدالله :حسنا سوف نرجع نكمل سهرتنا بعد المعاينة ومثلما قلت إجراءات شكلية مادام المجرم معروف.

عند وصول الضباط  إلى موقع الحدث  كان الملازم أحمد في إستقبال الضباط وقال مرحبا :أهلا وسهلا بسيدي العميد عبدالله ورحب أيضا  بالعميد حمد ثم   قال : لقد أنهار القاتل مما استدعي ذهابه إلى المستشفي. أما الجثة فنحن في إنتظار الإسعاف لتحمل إلى المستشفي للتشريح  والتفت العميد حمد قائلا للملازم احمد باستغراب :انهيار  القاتل وتردي حالته الصحية

الملازم أحمد: نعم سيدي أخذه إسعاف الشرطة للعلاج فهو في حالة انهيار كامل وصدمة قوية ،وكان من الصعوبة السيطرة عليه .

العميد حمد يعاين الجثة  واقترب منه العميد عبدالله قائلا :لم أرى أسهل من هذه  القضية يا صديقي لا أدري لماذا طلبوا حضورنا  ؟

كان بإمكانهم أن يفتحوا ملف ويرسلوا القاتل إلى السجن وغدا نكمل الإجراءات الروتينية المختصة بهكذا قضايا.

العميد حمد يصمت وبعد برهة تحدث إلى زميله قائلا : يبدو أن هذه القضية ستكون من اقوي القضايا التي سوف تقابلها يا صديقي القضية ليست سهلة مثلما تتوقع هناك شيئا ما يدور خلف هذا الاغتيال؟! .

وقال هامسا :يبدو أن زيارتي إلى البريمي لن تمر بسلام !

ونظر إلى الجثة متحسرآ

وقال :  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

ضحك العميد عبدالله عندما سمع حديث صديقه وقال :لا عليك إن شاء الله الأمور طيبة فالجريمة مثلما علمت من الأفراد والضباط أنها منتهية ،فالقاتل مقبوض عليه ،ولكن حزني على رجل مثل إسماعيل عبدالوهاب يقتل،فهو رجل خير ودين وتقوي.

استمع العميد حمد إلى حديث صديقه ثم قال له :يا أبا حمد نحن ضباط الشرطة ولا مجال للعواطف لدينا،وأنت أعلم بكل تأكيد بهذا الأمر أن كل شخص لديه صندوق أسود مثل الصندوق الأسود الذي يوجد في الطائرات أول ما يحدث له أمر ما لا سمح الله يبدأ ، التحري بالبحث عن ذلك الصندوق

وأشار العميد حمد إلى جثة إسماعيل عبدالوهاب وقال : لاحظ الجثة عميد عبدالله ، قبل أن تذهب للتشريح ، ومن النظرة الأولى ما هو تحليلك؟

العميد عبدالله ينظر إلى الجثة جيدا وظهرت عليه بودار  الاستغراب

العميد عبدالله :الرجل أطلق عليه ثلاث رصاصات لم تقتله الرصاصة الأولى أحدثت خدش في القفص الصدري ،ولم تخترقه ، والرصاصة الثانية  مرت من أعلى رأسه وأيضا أحدثت  خدش في  الجمجمة بشكل بسيط ،ولكن الثالثة  هي التي قتلته وقاطعه العميد حمد : يعني  مستحيل لشخص منهار نفسيا لديه كل هذه الدقة في التصويب ،وأيضا الوقت لكي يستمتع بتعذيبه.

تفاجأ  العميد عبدالله من تحليل صديقه وبحركة عفوية وضع يده اليمنى فوق اليد اليسرى وضامهما معآ

وهو يستمع إلى شرح العميد حمد الشميسي

وقبل أن يغادرا المكان جاء الملازم أحمد مسرع ليحمل لهما مفاجأة من النوع الثقيل .

يتبع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى